الروائي والقاص حركاتي لعمامرة يصرح لـ “الموعد اليومي”: انتشار وسائل الاتصال الحديثة وراء تراجع المقروئية… الملتقيات والمهرجانات المخصصة للقصة ناجحة رغم قلتها

elmaouid

حركاتي لعمامرة ابن مدينة الزيبان بسكرة، بدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة ونشرها في العديد من الصحف الوطنية والمجلات، كما نال الجائزة الرابعة في مسابقة نظمت بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، كما كانت

له تجربة في كتابة الرواية، وهو يفضل الكتابة للطفل بحكم احتكاكه بعالم البراءة في الوسط التربوي.

فعن مشواره الأدبي في مجال القصة والرواية وأمور أخرى ذات صلة، تحدث حركاتي لعمامرة لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

* متى كانت أولى كتاباتك في مجال القصة؟

** أولا أقدم نفسي في عجالة، حركاتي لعمامرة من مواليد 15 سبتمبر 1965 بمدينة بسكرة المعروفة بعروس الزيبان، بدأت خربشاتي الأولى على صفحات مجلة (أمقيدش) للأطفال، كان ذلك سنة 1979 ثم انتشرت كتاباتي على صفحات الجرائد الوطنية: النصر، الشعب، المساء، الوحدة، الجزائرية، أضواء إضافة إلى مجلات من خارج الوطن مثل الجيل..

نلت الجائزة الرابعة للقصة القصيرة بمناسبة مسابقة عيد الاستقلال والشباب، وأخرى بمناسبة تأسيس مجلة “الوحدة” لسنة 1985 وذلك عن قصة قصيرة بعنوان “يوم في حياة ابن شهيد”. وما زال وجع الكتابة يلازمني، ورغم أني انقطعت طوال مرحلة التسعينات إلا أنني عدت منذ 2009 إلى مغازلة الحرف وكانت أولى كتاباتي سنة 1982 بخواطر ثم بقصص قصيرة على صفحات “النصر” و”أضواء”.

 

* أنت تكتب الرواية أيضا، كلّمنا عن هذه التجربة باختصار؟

** في الحقيقة لم أغامر في كتابة الرواية إلا سنة 2009 بعدما عدت إلى قلمي مرة أخرى، برواية ما زالت لم تطبع بعد وربما تجد طريقها للنشر هذه السنة بعنوان “ثلاثية المربع السعيد”، وهي رواية تعتمد الأسلوب السردي، وتعالج عدة مواضيع إجتماعية وتاريخية ووطنية بالدرجة الأولى.. فيها دعوة لحب الوطن عن طريق الواقع المحلي، كذلك المحافظة على اللحمة الاجتماعية متمثلة في المحافظة على كبار السن وعدم الزج بهم إلى دور العجزة إضافة إلى الاعتزاز بتاريخ الوطن من خلال واقع محلي لأبطال الرواية، وهي رواية من ثلاثة أجزاء….

 

* ما الاختلاف الموجود بين كتابة القصة والرواية؟

** في الحقيقة الكتابة القصصية تختلف عن الكتابة الروائية في عدة نقاط، فالعمل الروائي يتطلب طول النفس وامتلاك الكاتب للخيال الواسع والسيطرة على مجريات الأحداث، إضافة إلى التحكم التام في الأدوات الفنية، ناهيك عن الأسلوب المتميز وما ينجم عنه من حبكة فنية وكيفية صياغة العقدة المناسبة، إضافة إلى الإتقان في كيفية تحريك الأشخاص الرئيسيين والثانويين القريبين والبعيدين من بطل الرواية…

أما عن كتابة القصة القصيرة فتتطلب كفاءة أقل تركيزا وأسلوبا أكثر تأثيرا لأن القصة القصيرة تنقل الحدث من زاوية واحدة، ناهيك عن الضرب الحديث المتمثل في القصة القصيرة جدا، والتي تعتمد السرعة، التركيز والصور المكثفة.. أما عني فأجد نفسي في الكتابة الروائية والقصصية سويا ولكنني أرتاح لكتابة العمل الروائي لإحساسي بالمتعة صراحة.

 

* ما سبب قلة كتاب القصة في الجزائر مقارنة بكتاب الرواية والشعر؟

** فعلا كتاب القصة القصيرة قليلون، وذلك إنعكاس طبيعي لواقع ثقافي نعيشه يوميا، يتمثل في التراجع الشديد للمقروئية في ظل طغيان وسائل التواصل الاجتماعي، والنفور الجماعي الغريب عن القراءة والهروب إلى المنظور والمسموع.. أما عن بروز الشعر والرواية، فهذا يعود بالطبع للكم الهائل للقاءات والملتقيات الشعرية والروائية، بينما التجمعات المهتمة بالقصة تعد على الأصابع ورغم ذلك فالسرديون شقوا طريقهم ووجدوا لهم مكانا في الساحة….

 

* أغلب القصص التي تكتب حاليا موجهة للأطفال.. أليس كذلك؟

** بعض القصص موجهة للطفل لأنه بطبعه ليست لديه قابلية قراءة النصوص الطويلة، وليس بإمكانه الصبر على متابعة أحداث للرواية المتشعبة، إلا أن هذا لا ينفي وجود قصص قصيرة موجهة للكبار.

 

* هناك تظاهرات عديدة خاصة بالرواية والشعر دون وجود أخرى مماثلة لكتاب القصة، ما تعليقك؟

** حقيقة المهرجانات الشعرية أكثر، بينما لم يحظ السرديون بنفس العدد من المهرجانات إلا أن الملتقيات والمهرجانات القصصية وعلى قلتها فهي ناجحة ولقد أجزم أن نجاحها يكمن في قلتها…

 

* ما تقييمك لمستوى القصص التي تنشر من حين لآخر؟

** المستوى العام لما وصل إلينا من قصص يبين أنه متقدم جدا، يتمثل في تطور الموضوعات المطروحة والأدوات الفنية المستعملة، فمن خلال قراءتي لبعض القصص لحوالي 15 كاتبا من المحدثين، توصلت إلى أن هناك تقدما كبيرا في البناء الفني للقصة التقليدية وكذلك بالنسبة للقصة القصيرة جدا…

 

* ما هي المواضيع التي تفضل تحويلها إلى قصة؟

** المواضيع التي أعالجها بكثرة في كتاباتي القصصية هي مواضيع الطفولة بالدرجة الأولى بحكم احتكاكي بالطفل في الوسط التربوي، أيضا المواضيع الاجتماعية عموما وخاصة المواضيع التي تلامس أحاسيسي، دون أن أنسى المواضيع الوطنية النابعة من الحنين للوطن ومسقط الرأس والمحافظة على وحدته واستقراره….

 

* ماذا عن جديدك؟

** الجديد دائما موجود ولكن النشر والتوزيع هو المعضلة التي تؤثر على الانتشار للمنتج الأدبي، وبهذا يعيش المبدع غربتين في آن واحد، غربة الإبداع وغربة الذات والمجتمع.. فبحوزتي مجموعة قصصية بعنوان أحلام بريئة، ربما ستجد طريقها للطبع قريبا، إضافة إلى عمل روائي من ثلاثة أجزاء بعنوان: “ثلاثية المربع السعيد”… أتمنى أن تجد أعمالي طريقها إلى القارئ.