أكد الروائي والصحفي الجزائري سعيد خطيبي أن ما يُحسب للدراما في الجزائر أنها الأكثر شبابية، مقارنة بغيرها من دول الجوار، من منطلق اعتمادها على إدماج ممثلين شباب (بل في سن المراهقة أحياناً) لكنهم ليسوا من خريجي معهد الفنون، بل من خريجي الأنستغرام والتيك توك.
وأشار في مقال في جريدة “القدس العربي” إلى أنه في السنوات الأخيرة وقعت إغارة على المسلسلات الدرامية من شباب لا خبرة لهم في التمثيل، ولا ماضٍ لهم في الفنون، لكنهم يحوزون أرقام متابعة فلكية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أهلهم إلى تقمص أدوار في أعمال تلفزيونية والغاية من إدماج هؤلاء الشبان ـ على الرغم مما تنطوي عليه من مخاطرة ـ فهي غاية تجارية بالدرجة الأولى.
وأضاف: “كل قناة تلفزيونية، وقبل أن تشرع في عرض مسلسل تبحث عن داعمين، عن شركات تجارية تبث إعلانات، فتضيف لحساب القناة أرقاما مالية. ومن أجل إقناع المعلنين يلجأ أصحاب المسلسلات إلى شباب الإنستغرام والتيك توك، يورطونهم في مسلسل درامي رغبة منهم في المساعدة في الترويج له على حساباتهم، في توسيع الاهتمام الجماهيري بالماركة التجارية التي تدعمه، ولا بأس من أدائهم المتواضع، فقد صارت الدراما مسألة تجارية وليست فنية. من غير داعمين لا يمكن أن نعول على مشاهدة مسلسلات. وهذا الوضع لا تختص به الجزائر وحدها، بل صار متداولاً في أكثر من بلد عربي آخر، إنما الإشكالية التي لا مناص منها ـ كما ذكرنا سلفاً ـ هو العطب الذي أصاب السيناريو، بانشغاله ﺑ «حدوثات» صغيرة، في سرد أحداث لا تخرج عن النطاق الخاص، وإغفاله القضايا الجمعية الكبرى”.
ولفت خطيبي إلى أنه لم يسبق أن شاهدنا مسلسلاً درامياً واحداً منشغلاً بما يحصل من التاريخ الحاضر أو الماضي، أو ما يمس حياة الناس من تقلبات كبرى، بل كلها تركض خلف القصص الصغيرة، عن صراعات بين عائلات أو بين جيران أو بين عصابات أحياء، إنها دراما منفصلة عن التاريخ الذي تحيا فيه،.
وختم مقاله بأنه في ظل هذا الفقر الدرامي، ومع غياب البديل، فمن المنطقي أن يشاهد الناس ـ مرغمون ـ ما يعرض عليهم من مسلسلات، لاسيما في شهر رمضان، يشاهدونها من باب الفضول، فترتفع أرقام المشاهدات على يوتيوب، وتصير تلك الأرقام المخادعة مقياساً في الحكم على مسلسل إن فشل أو نجح، من غير الانتباه إلى أننا نعيش في زمن تصحر السيناريو.
ب-ص