الروائي واسيني الأعرج: “سيموت الشعر وتبقى الرواية”

elmaouid

نفى الأديب واسيني الأعرج اقتراب نهاية عصر الرواية، مضيفا أن الأدب وبالأخص الرواية لها دور حيوي في معالجة الواقع خاصة إذا كان هناك تعاون وتبادل ما بين المثقف ودولته. وأضاف واسيني قائلا: “إن الرواية بالنسبة لي هي جنس الحياة، فبالنسبة للشعر، إما سيموت تدريجيا وإما سيكون من ضمن الأجناس الأدبية النادرة، حيث أن طبيعته اللغوية لا تؤهله للمواصلة أكثر، فهو يتبنى لغة استعاريّة، ليست أصلية، وليست حقيقية، أو بعبارة أخرى، هي غير طبيعية، لغة من صنع الشاعر، كما أنها لغة خارجة تماما عن الاستعمال اليومي، وتعتمد على الصورة والمجاز والاستعارة، ما يجعل منها لغة الأقلية، على عكس الرواية فهي ذات آفاق أرحب، حيث أن الجنس

الروائي يعد الجنس الوحيد الذي يحتضن الأجناس الأخرى على غرار المسرح والأسطورة، والتاريخ والشعر والرسم والنحت والموسيقى.. ولهذا أقول إن الرواية مثل الانسان القابل للتجدد والتأقلم، وهذا ما يجعلها تعمّر أكثر من غيرها من الأجناس الأدبية، ولهذا لست أرى أن الرواية ستلقى حتفها بل ستبقى “ملحمة”، لكنها ليست ملحمة البرجوازية كما عرفت قديما بل هي ملحمة العصر الحديث”. وأكد الأعرج أن “الفنون على اختلافها لها إسهاماتها في فهم مختلف الظواهر التي نمر بها حاليا، وهنا يمكننا الحديث عن الظروف التي يمر بها المشهد العربي، فنحن لم نعد نرى المستقبل ولم نعد نخافه أو نخاف عليه، وهذا ما دفع بعدد من الشباب اليائسين للالتحاق بالجماعات الإرهابية، وقد اقتنعوا بأنهم خسروا الدنيا نهائيا وخسروا كل شيء، ولم يتبق لهم سوى تحقيق الحرية في الآخرة”، مضيفا “فعلا الرواية سوداوية، ولكنها تتضمن قراءة موضوعية للواقع، وأحيانا قد تكون مضادة لشعور التفاؤل الداخلي”. وأشار واسيني إلى معاناة المثقف العربي الذي “لا يلقى الاهتمام الكافي من هذا العالم الذي صار همه الوحيد إثارة الحروب والدمار، ولهذا علينا أن نهتم أكثر بالثقافة والمبدع”، منوها بـ “قانون القراءة” الذي تبنته الإمارات، و”يقدر المثقف والمبدع وهو ما يدل على تكاثف جهود المثقف والدولة”. وعن تعامله مع مترجمات في غالب الأحيان، قال واسيني: “أنا لم أختر هذا وعندما اخترت مترجما في البداية كان رجلا، لكنني رأيت فيما بعد أن الترجمة مع المرأة تجربة مليئة بالأسرار الجميلة، التي لا ينتبه إليها القارئ، حيث أنها مبطنة في شكل انفعالات وأسئلة وحياة داخل النص الروائي، وسنطالب ذات يوم، النقد السطحي بأن يهتم بعمق النصوص الأدبية بما يتضمنه من أشياء جميلة عليه أن يعمل على إظهارها؛ حيث أنها لو لم تكن لما كانت الترجمة والكتابة على تلك الصورة”. وبخصوص اختياره أسماء شخصيات الرواية، قال واسيني: “يكثر اختياري لاسم مريم لرمزيته، مريم العذراء بالنسبة لي هي رمز المرأة التي ظلمها الإنسان، فأنا أتعاطف معها، خاصة وأنني نشأت في بيت كله نساء، مع أخ وحيد، فقد نشأت مع الأم والجدة وأخواتي الثلاث وبنات خالتي، وبعد استشهاد والدي في الثورة التحريرية بقيت مع أمي، فرأيت معاناتها وأدركت أن المرأة تضحي بنفسها لإقناع الرجل”.