الروائي خيري بلخير يتوج بجائزة آسيا جبار

الروائي خيري بلخير يتوج بجائزة آسيا جبار

فاز الروائي خيري بلخير من العين الصفراء، مساء الخميس، بجائزة آسيا جبار للرواية المكتوبة باللغة العربية، لسنة 2019، عن روايته “نبوءات رايكا”؛ وهي الرواية الثانية لهذا الشاب بعد رواية “نخلة الوجع”؛ وقد صدرت حديثاً بطبعة أنيقة عن دار خيال للنشر بالجزائر، وتقع في 288 صفحة من الحجم الصغير.

وتؤكد رواية “نبوءات رايكا” على ما يتم التنبيه إليه منذ سنوات بعيدة وهو أن الصحراء تخفي سردا كبيرا وعميقا. وأنجز لوحة الغلاف الفنان التشكيلي “محمد العربي هليلو” ابن مدينته “عين الصفراء” (ولاية النعامة).

جائزة آسيا جبار هي جائزة أدبية خاصة بالرواية أطلقتها عام 2015 الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، بمناسبة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر وتمنح سنويا لثلاث أفضل روايات جزائرية مكتوبة باللغات العربية، الفرنسية والأمازيغية.

خيري بلخير شاب مبدع من مدينة العين الصفراء ولاية النعامة، خريج المدرسة العليا للأساتذة تخصص كيمياء، أستاذ مكون في التعليم المتوسط لمادة الفيزياء.

يكتُب “خيري بلخير” بلغة وازنة وعارفة، فهو يمزج بين كثافة لغة القصة القصيرة التي فاز بجائزة فيها، وهي جائزة عبد الحميد بن هدوقة 2006 وشعرية جميلة يعزّزها بما تلهمه الطبيعة التي ينطلق منها خاصة مسقط رأسه العين الصفراء بالجنوب الغربي الجزائري، كما فاز بجائزة القلم الذهبي لأحسن قصة، التي نظمتها إذاعة النعامة الجهوية بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية النعامة سنة 2009، وله رواية منشورة أشاد بها الروائي الحبيب السايح وتنبأ له بمستقبل في الكتابة وتم مناقشتها في رسالة تخرج ليسانس، كما له مقالات منشورة في إحدى المجلات الثقافية، إضافة إلى أنه كتب سيرة المجاهد قادة بن قاسيمي أحد مجاهدي المنطقة وأحد سجناء معتقل الدزيرة بالعين الصفراء الذي تكبد فيه رفقة رفاقه من مجاهدي المنطقة كل أنواع التعذيب والقمع، وهو ينتظر أن يرى النور قريبا.

خيري بلخير الكاتب المُلهم الذي طالما متّع جمهوره ومحبيه بكتاباته الجميلة، فهو فعلا كاتب متميز، فهنيئا لهذا الشاب بهذا التتويج الذي من دون شك سيكون حافزا له في مسيرته الأدبية.

واعتبر وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة حسن رابحي بمناسبة تتويج الفائزين بجائزة آسيا جبار للرواية أن هذه الأخيرة مناسبة لـ “الإقلاع بالرواية الجزائرية نحو العالمية” و”رفع سقف الإبداع”.

واعتبر السيد رابحي في كلمة ألقاها لدى افتتاح الحفل المنظم بمناسبة الطبعة الخامسة للجائزة بقصر الثقافة مفدي زكريا، أن “الأمل معقود” على المشاركين في هذه المسابقة الوطنية لـ “إثراء الوجدان بما يضمن لرواياتهم البقاء ما ظلت تلهم القراء وتؤثر في الزمان والمكان”.

وأشار الوزير إلى أن هذه الجائزة هي بمثابة “امتداد” لوجود الروائية “المتميز عبر الأقلام المتعاقبة لاسيما كتاب الرواية من الجنسين وباللغات المعتمدة في الجائزة”.

وأشاد في سياق كلامه بالروائية الراحلة آسيا جبار، معتبرا أنها “تذكرنا كل سنة بقيمة الأدب ودور الرواية في فهم الحياة وتشكيل الوجدان الجمعي الكفيل بممارسة التأثير الإيجابي في المجتمع”.

كما اعتبر أن جبار “قامة فارهة في عالم الأدب سخرت قلمها الذكي والجميل لمحاكاة شأن بلدها بحب ووفاء وللدفاع عن قضايا الإنسان، وفي طليعتها حق شعبها في الانعتاق من نير الاستعمار الوحشي”.

وشدد الوزير على أنه و “ورغم الأهمية القصوى للموعد الانتخابي وأيا كان الفائز بسباق الرئاسيات، فإن المكسب الأساسي في هذا الظرف الاستثنائي يتمثل دون أدنى شك في عدم انكسار الشعب واستعادة ثقته في مؤسسات الجمهورية التي تظل واقفة وفعالة في كل الظروف والأحوال”.

سعيدي محمد أمين