يعد الروائي بشير مفتي من الروائيين الجزائريين المثيرين للجدل لانتقاده السلبي للواقع الجزائري في كل رواياته، وأصدر منذ بدايته في الكتابة العديد من الروايات التي لقيت إقبالا لا بأس به من الجمهور، وهذا ما
لمسناه خلال مشاركته الأخيرة في معرض الكتاب الدولي، حيث نظم لقاء مع قرائه لبيع بالإهداء والتوقيع لآخر رواياته.
فعن هذا الأمر والكثير من الجوانب الخاصة بالكتاب وأزمة المقروئية في الجزائر ورهان القائمين على المعرض الدولي للكتاب في كل مرة على كسب أكبر عدد من الزوار، تحدث بشير مفتي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
س: خلال طبعة هذا العام من معرض الكتاب عرفت أسعار مختلف الكتب ارتفاعا كبيرا مما جعل القارئ لا يقدر على اقتنائها رغم حاجته إليها. ما تعقيبك؟
ج: صحيح أن أسعار الكتب خلال طبعة 2017 من معرض الكتاب الذي احتضنته الجزائر مؤخرا عرفت ارتفاعا جنونيا، وهذا كان واضحا ومنتظرا، كون الجزائر تعرف أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تهاوي قيمة الدينار الجزائري في السوق العالمية، إلى جانب ارتفاع أسعار كراء الأجنحة في المعرض. وأكيد أن الناشر كلما زادت عليه الأعباء يرفع من أسعار الكتب، ولذا فارتفاع أسعار الكتب في طبعة هذا العام من معرض الكتاب كان منتظرا.
س: ألا ترى أن هذا الأمر دفع أغلب دور النشر إلى تنظيم لقاء مع الكاتب بقرائه من خلال عملية البيع بالتوقيع والإهداء؟
ج: البيع بالتوقيع والإهداء سلوك حضاري استحسنه وفي كل طبعة تحرص العديد من دور النشر على تنظيم لقاءات بين الكاتب والقارئ قصد إحداث حميمية بين الطرفين (القارئ والكاتب). والقارئ لا يهمه سعر الكتاب في هذا الإطار بقدر ما يهمه لقاءه مع كاتبه المفضل ليتحدث إليه ويتناقش معه حول محتوى مؤلفه ويحصل منه على كلمات جميلة موقعة باسمه ليحتفظ بها للذكرى.
س: ألا ترى أن ارتفاع أسعار الكتب في كل مرة يساهم في زيادة حدة أزمة المقروئية في الجزائر؟
ج: لا يمكننا أن نتحدث عن أزمة مقروئية في الجزائر ما دامت الكتب لا توزع في كل الولايات وفي مختلف المكتبات، وفي غياب هذه المعطيات يستحيل الحديث عن أزمة مقروئية في الجزائر.
س: تحدث وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أثناء افتتاح دورة هذا العام من معرض الكتاب عن تحويل سوق الكتاب إلى صناعة حقيقية ابتداء من العام القادم. ما تعليقك؟
ج: وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يعرف جيدا مشاكل الكتاب في بلادنا باعتباره روائيا وكاتبا وهو مؤهل لتقديم رؤية إيجابية لصناعة الكتاب في الجزائر. وأظن أن كلفة الضرائب المفروضة على الورق والحبر هي التي جعلت الكتاب في الجزائر يعرف الارتفاع المستمر في بيع الكتاب. وإن حدث هذا الأمر مستقبلا وعمل القائمون على الثقافة في بلادنا بمن فيهم وزير الثقافة على خفض الضرائب المفروضة على الحبر والورق.
س: وما رأيك في مراهنة القائمين على معرض الكتاب في كل طبعة على عدد الزوار دون النظر إلى النقائص الأخرى؟
ج: لا أدري كيف يحدد هؤلاء عدد الزوار والدخول مجاني وأيضا بدون تذاكر، ما معناه أنه يمكن للشخص الواحد أن يدخل للمعرض أكثر من 10 مرات في نفس اليوم، هل معناه أنه يحسب وكأن 10 أشخاص دخلوا المعرض في نفس اليوم، ولا أظن أن هذا الأمر يمكن أن يحدد عدد زوار المعرض بصورته الحقيقية.
س: وكيف كان الإقبال على رواياتك من خلال معرض هذا العام مقارنة بالطبعات السابقة؟
ج: إقبال لا بأس به وأعتز دائما بلقاء قرائي خاصة في معرض الكتاب.
س: وهل هناك إقبال من طرف القراء على الرواية؟
ج: بالتأكيد، في المعرض هناك العديد من الكتب المطروحة على القارئ. وبالتأكيد يقتني في كل مرة كتبا تهمه. وهناك دائما مهتمون بالرواية. وبالتالي فالإقبال يكون حسب اهتمام القارئ بمختلف الكتب وفي مختلف التخصصات.
حاورته: حورية/ ق