الكثير من الكتاب العرب وفي شتى أنحاء العالم استفادوا من مجال الصحافة بشكل كبير في نحت تجاربهم الأدبية، بينما آخرون التهمتهم ماكنة الصحافة وأطفأت مواهبهم، لكن الكاتب الجزائري سعيد خطيبي اختار أن يكون من الشق الأول الذي أفاد في أدبه من عمله الصحفي.
صحيفة “العرب” اللندنية كان لها معه هذا الحوار حول الكتابة والجوائز وقضايا أخرى.
وحول مراحل مسيرته الأدبية وما الذي يميز تجربته بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب، يقول الأديب: “يهمني أن أواصل ما بدأت عليه، أن أعيش لأكتب”.
وأضاف “إننا نعيش في عالم حيث الحرية في تقلص، والسبيل الأمثل في اختبار حدود حريتي هو الكتابة. جائزة الشيخ زايد للكتاب تزيد من مسؤوليتي تجاه القارئ. أحاول باستمرار أن أقدم أفضل ما عندي، ألا أخذل أفق توقع القارئ، أن ألعب دوري كمثقف شاهد على المرحلة العصيبة التي يحيا فيها، في هذه الحقبة التي يتسع فيها العنف بنوعيه المضمر والواضح، أن أستعين بالأدب في سبيل معرفة ما أجهله”.
هل تمنح الجوائز الأدبية اليوم، الكاتب المكانة أم المال فقط؟ يجيب خطيبي على هذا السؤال منبها إلى وجود جوائز أدبية من غير كتابة أدبية جيدة “الكاتب في حاجة إلى أن يكتب، أن يجعل من الكتابة نمط عيش وليس مجرد فسحة تسلية أو شغلا في أوقات الفراغ. الكتابة تمنح صاحبها شعورا بالاطمئنان أن بوسعه تفادي الصدمات التي قد تواجهه كل يوم. والجائزة الأدبية تهبه المكانة ومالا قصد التفرغ لمشاريعه القادمة. فالكاتب كغيره من المشتغلين في حقول أخرى، له حياة اجتماعية، ويحتاج أن يوفر ضروريات العيش، من أجل الخوض في مشاريعه الأدبية”.
وحول تقييمه الذاتي لمسيرته الأدبية منذ “كتاب الخطايا” إلى “نهاية الصحراء” يقول خطيبي لـ ”العرب”: “أظنني لست في موقع يسمح لي بتقييم نفسي. أترك هذا الجواب للنقاد والقراء. فأنا في الغالب أكتب عما أجهله كي أزداد معرفة به، أمارس حقي في الخطأ، لأن الكتابة لا تحتمل الكمال، وكأي كاتب لا أزال غير راض عما كتبت، لكنني أحاول أن أقدم أفضل ما لدي في كل مرة”.
وعن الهجرة وماذا أضافت إلى تجربته الإبداعية وماذا أخذت منها، يقول خطيبي “الهجرة سمحت لي بأن أنظر إلى بلدي الجزائر بشكل مختلف، بحياد وبعيدا عن التجاذبات الإيديولوجية أو السياسية. الهجرة جزء ثابت في سير الكتاب، سواء كانت هجرة داخلية أو خارج الجغرافيا. هي عادة سيئة، على رأي مالك حداد، لكن يجب أن نتعود عليها. فنحن لا نهاجر سوى لنعود، في الختام، إلى أمكنتنا الأولى”.
ب\ص