الروائي الجزائري أحمد طيباوي: لا أصدق أنني أحمل جائزة نجيب محفوظ

الروائي الجزائري أحمد طيباوي: لا أصدق أنني أحمل جائزة نجيب محفوظ

قال أحمد طيباوي، الفائز بجائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، عن روايته “اختفاء السيد لا أحد”، إنه سعيد بحصوله على جائزة عابر الزمن المعلم نجيب محفوظ، مضيفا:”أنا لا أصدق أنني حصلت على جائزة تحمل اسم الروائي العالمي”، لافتا إلى أنه كان في القاهرة منذ عام ونصف وزار متحفه وخان الخليلي وشارع المعز،  الأماكن التي تناولها نجيب محفوظ، وأضاف أنه يستشعر الثقل بحمل جائزة للروائي العالمي نجيب محفوظ الذي كان يقرأ له منذ أن كان صغيرًا.

وأوضح أحمد طيباوي، أنه حاول في الرواية أن يعير صوته لمن لا صوت لهم، ليجعل قضاياهم محط اهتمام، “فكل ما كتبته في القدم، حاولت أن أتناوله في روايتي اختفاء السيد لا أحد”.

وكانت دار النشر بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قد أعلنت عن فوز رواية “اختفاء السيد لا أحد” للروائي أحمد طيباوي بجائزة نجيب محفوظ لعام 2021 في دورتها الـ24، بحضور لجنة التحكيم، ورئيس الجامعة الأمريكية، وذلك أون لاين.

ويسلط أحمد طيباوي الضوء على الذات الإنسانية من خلال أشكال متعددة من الصراع في رواية “اختفاء السيد لا أحد”، الصادرة عن منشورات الاختلاف وضفاف بالجزائر ولبنان، في سعي الذات لتحقيق وجودها داخل نسيج من العلاقات الاجتماعية.

ونجد الكاتب يرتكز على فلسفة الوجود، واستحضار ظاهري مفاده العدمية، هذه الثنائية هي التي بُني عليها هذا النص الذي يمكن أن ندرجه في دائرة السهل الممتنع. فقد حاول الكاتب أن يفضح كل الممارسات الاجتماعية (المستشفيات/الإنسانية الزائفة من خلال شخصية البطل التي تموت حين يفقد البطل القيمة المادية وفي ذلك إحالة على البراغماتية التي سيطرت على العقل الإنسان/النفعية الماركسية/التشتت ووهم الرابط الأسري من خلال شخصية مراد الذي تخلى عن والده) وكل ذلك يندرج تحت فكرة نقد الواقع بكل حيثياته.

“اختفاء السيد لا أحد” هي رواية الحدث بامتياز ذلك أن الروائي اختار لغة دقيقة وفي عدد قليل من الصفحات انتقى كلماته بعناية وحرص، لتقترب بذلك لغته إلى الشعرية في بعض المواضع، ولكنها في معظمها سهلة تمتلك حصانة رمزية ساخرة، تقول ظاهريا كل شيء، وتضمر في داخلها كل شيء أيضا، فعرض الشيء في كثير من الأحيان يعني إنكاره. طرح الروائي هنا فكرة البحث عن الوجود هو في الحقيقة إنكار لذات الإنسان وعدم نفعيته بدءا من البطل الذي لا يحمل رمزيات الحياة (لا يملك هوية، حتى إنه نكرة مجهولة؛ أي ضمير متكلم /لا أحد) ومن ثم يعيد الكاتب بناء الكون في سياق واقع مادي بذهنية المثقف الواعي، والإنسان الحي الذي يرى في تفاصيل الحياة وجودا وفي إنكارها عدمية..

زاول البطل أعمالا كثيرة، وقام بالكثير من الأفعال التي جعلت مشاعره متناقضة؛ فتارة نجده إنسانا، وتارة يتحول إلى شيطان، أو ابن بارّ، وتارة عاملا، أخرى فقيرا، فاجر سكير أحيانا ومصلّ متدين في أحيان أخرى، عاشق محب وملتزم.. هذه الوجوه التي تقلّب بينها السيد لا أحد تعبر عن وجوه الشعب الذين ظلت الانكسارات ترافقهم وظل الجوع ينهشهم وظلت الخيبة تسكنهم، هذا الـلا أحد المجنون العاقل، والحكيم الساذج، والطيب الخبيث، هذا السيد لا أحد الذي ظل يبحث عن نفسه فوجد عدميته.

وتشمل الجائزة التي تأسست عام 1996 ترجمة ونشر الرواية الفائزة للغة الإنجليزية وتوزيعها حول العالم ضمن مطبوعات دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة للأدب. وتمنح سنوياً لأفضل رواية معاصرة باللغة العربية تم نشرها في العامين الماضيين.

ب/ص