أنجزت خلال مسيرتها الأدبية العديد من المؤلفات الروائية والشعرية ونجحت في استقطاب عدد كبير من القراء لمؤلفاتها، إنها الروائية والشاعرة ربيعة جلطي التي حضرت بقوة في صالون الجزائر الدولي للكتاب مؤخرا، حيث نشطت عدة ندوات لها علاقة بالكتاب، كما نظمت أيضا بيعا بالتوقيع والإهداء لآخر مؤلفاتها.
“الموعد اليومي” انتهزت هذه الفرصة وأجرت معها هذا الحوار.
* القائمون على الصالون الدولي للكتاب يراهنون في كل طبعة على استقطاب عدد كبير من الزوار من دون النظر إلى النقائص.. ما تعليقك؟
** في الحقيقة المراهنة على القراء والزوار في مثل هذه المعارض معطى معمول به في كل دول العالم، وهذا ليس في معارض الكتاب فقط، بل في كل المعارض التي تقام في مختلف المجالات، لأن العديد من الناس يأتون لمعرض الكتاب ليس لشراء الكتب فقط ولكن للاحتكاك بالكتّاب، وهو أمر نبيل جدا ويحمل الكثير من الأمل. وهناك من بين الزوار من يحضر للاحتكاك بروائييه المفضلين والتقرب من أدباء سبق له وأن قرأ محتوى كتبهم وأسمائهم عبر المؤلف، وبعد ذلك يرغب في التحدث مع كاتبه المفضل ويطرح عليه أسئلة تشغله منذ سنوات.
* غلاء أسعار الكتب يعود إلى الواجهة في كل طبعة جديدة من صالون الكتاب، ودورة هذا العام عرفت ارتفاعا جنونيا في ثمن مختلف الإبداعات، ألا ترين أن هذا الأمر سيعمق أزمة المقروئية في بلادنا؟
** يتفق الناشرون على أن يكون الكتاب موجودا في مختلف المجالات وفي متناول القراء، ولكن هناك شروط أخرى ليست لها علاقة بالكاتب، لذا لا يمكنني أن أعلق على هذا الأمر.

* صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عقب افتتاح الدورة 22 لمعرض الكتاب أنه وابتداء من السنة القادمة سيتم تحويل سوق الكتاب إلى صناعة حقيقية. ما رأيك؟
** أنا أحييه على هذه المبادرة لأنه يفهم عالم الكتاب أكثر من غيره، وأتمنى أن تتجسد وعوده على أرض الواقع وفي أقرب وقت.
* في زمن الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبح الناس يولون اهتماما كبيرا لهذه الأخيرة من دون الاهتمام بالكتاب والمطالعة. أليس كذلك؟
** هذا العصر يختلف عن السابق، والوسائل التكنولوجية الحديثة مهمة في حياة الإنسان، ولكن يجب ألا تلغي أهمية الكتاب والمطالعة، وعلى الأسرة أن تقوم بدورها في هذا المجال والمدرسة أيضا مطالبة بتشجيع التلاميذ على القراءة والمطالعة، كأن تهدي التلاميذ النجباء كتبا مهمة يحتاجون إليها في حياتهم اليومية والدراسية وحتى الأسرة لا بد أن تقوم بنفس الدور.
* لكن الأسرة اليوم تفضل إهداء أبنائها هاتفا جوالا أو لوحة إلكترونية في أعياد الميلاد والتفوق في الدراسة، والأمر نفسه تقوم به المدرسة، بدل إهدائهم الكتب؟
** في الزمن الماضي كان كل بيت يحتوي على مكتبة تضم عديد العناوين المهمة خاصة للتلاميذ والطلبة لإجراء بحوثهم، لكن الآن هذه الأمور غائبة. وإن كانت هذه الثقافة غائبة عن الأسرة الجزائرية فلا لوم على التلميذ لأنه لم يتعود عليها. فأنا مثلا تربيت على هذه العادة، حيث كان والدي في كل مناسبة يهديني كتابا في مجال معين، وقد ورّثت هذه العادة لأسرتي وحتى أصدقائي، فمثلا في عيد ميلاد زوجي الدكتور أمين الزاوي أفضل إهداءه كتابا على هدية أخرى. وهذا ما عودت أولادي عليه أيضا وكذلك في مختلف المناسبات أهدي أصدقائي كتبا مهمة، وهي العادة التي رافقتني لسنوات طويلة ولا زالت، ولذا أحث العائلة الجزائرية على مثل هذه الأمور الإيجابية في حياة الإنسان اليومية، والكتاب أنيس الإنسان في كل مكان.
* وهل نعاني فعلا من أزمة مقروئية؟
** حينما تأخذ القراءة مكانها الحقيقي حيث نجد مختلف الكتب عبر المكتبات وفي المدرسة ويكون هناك تشجيع للأبناء والتلاميذ من طرف العائلة والمدرسة على حب الكتاب واقتنائه وتتحسن علاقة الكتاب بالقارئ، حينها يمكن أن نتحدث عن وجود أزمة في المقروئية من عدمها.