الروائية جميلة طلباوي: “رضعت حبّ فلسطين في حليب أمّي”

الروائية جميلة طلباوي: “رضعت حبّ فلسطين في حليب أمّي”

جميلة طلباوي هي أديبة وإذاعية من إذاعة “بشار” لها عديد الروايات ومجموعات قصصية، وحصدت جوائز عدة.

وفي هذه الدردشة تحدّثت عن تجربتها في الكتابة الأدبية، وعملها الإذاعي، ومشاريعها، دون أن تكون مسيرة إبداعها منفصلة عن فلسطين، التي يقاوم أبطالها بكل عزم وشهامة الاحتلال الإسرائيلي، كما قدّمت رأيها بخصوص دور المثقفين العرب في القضية.

وقالت جميلة طلباوي عقب مشاركتها في ندوة “المرأة تكتب روايتها”، التي جرت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ25 الذي أسدل الستار عنه، مساء السبت، إنّ “مداخلتها تمحورت حول تجربتها الروائية خاصة وأنّها تشتغل على تيمة الفضاء الصحراوي”.

وأضافت طلباوي: “ركزت على تلك الرؤى التي انطلقت منها في كتابة رواية “الخابية” التي تتحدث عن قصر ولاية بشار وليس قصر ملوك أو سلاطين، وهو عبارة عن تجمع سكاني يحفظ ذاكرة المنطقة ويحفظ خصوصياتنا كجزائريين في ظل العولمة”.

وعن عملها الأدبي “قلب الإسباني”، أوضحت أنّ حكايته تدور حول جزائري هاجر إلى إسبانيا وأجريت له عملية جراحية وزرع له قلب إسباني عاش به، زوجته إسبانية، ويحمل في ذاكرته الجزائر وذاكرة الأندلس، واعتبرته مزيجا مربكا”.

وتواصل طلباوي سرد تجربتها الإبداعية، قائلة عن عملها “الغار.. تغريبة القندوسي” إنّه “كان نقلا لمعاناة أبناء القنادسة (ولاية بشار) إبّان الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830-1962)، من خلال مأساة منجم الفحم الحجري الذي أضاء أوروبا وجعل “القنادسة” أوّل مدينة يشتعل فيها مصباح، لكن كان ذلك على حساب أبناء المدينة”.

وفي سياق حديثها حول الإبداع الإذاعي والروائي وأيهما أثّر في الآخر، اعتبرت طلباوي “أنّها كانت محظوظة جدا ككاتبة تعمل في الإذاعة (إذاعة بشار الجهوية)، لكن الكتابة بدأت أولا، بحيث التحاقها بالعمل الإذاعي سنة 1991 جاء بعد فوزها بجائزة القصة القصيرة في المسابقة التي نظمتها جمعية “أحمد رضا حوحو” (تحمل اسم الأديب الجزائري الراحل رضا حوحو)، وكانت حينها طالبة جامعية، لكن مدير الإذاعة آنذاك بعد أن استمع إلى صوتها اقترح عليها الانضمام إلى الإذاعة.

وأشارت في معرض حديثها إلى أنّها وجدت نفسها تعمل في الإذاعة رغم رفض أمّها في البداية حتى لا تخلّ بدراستها، ولكن شغف والدتها ببرامج الأثير، جعلها تعشق حصة “ماما نجوى” للأطفال، وبرامج المرأة، وبرامج الأدب.

وبخصوص قضية الراهن، وما تعيشه فلسطين وخاصة قطاع غزّة، من جرائم بشعة يقترفها الصهاينة، أكدت صاحبة “وادي الحنّاء” طلباوي قائلة: “رضعت حبّ فلسطين في حليب أمّي، في مراهقتي كنت أعشق كثيرًا فدوى طوقان، قصيدتها “مع لاجئة في العيد” كانت تسحرني، كنت أردّدها وحدي.. “أترى ذكرت مباهج الأعياد في “يافا” الجميلة؟، هذا المقطع كأنه جرح داخلي”.

وأردفت: “لذا من الطبيعي أن نتضامن مع فلسطين، كنت في الجامعة أؤلف مسرحيات حول القضية الفلسطينية، كنت مع الزملاء نمثل في المسرح الجامعي ونؤدي أدوارا مختلفة تتعلق بالقضية والمقاومة الفلسطينية، في حياتنا اليومية ندعم القضية الفلسطينية سواء بالنشر الإلكتروني، لإيصال صوت فلسطين إلى العالم ولنقول للفلسطينيين نحن معكم، نحن مع فلسطين “ظالمة أو مظلومة”، هذه عقيدتنا ورثناها عن الرئيس الراحل هواري بومدين، فلسطين حاضرة بالأعلام في مباريات الكرة في ملاعبنا.. فلسطين في قلوبنا دوما”.

وفي ردّها حول رأي المثقف الجزائري وتفاعله مع العدوان على غزّة، شددت على أنّ “هذه المحنة التي تمرّ بها غزّة لم تشهدها الإنسانية، وأنّ هذه الجرائم التي يقترفها الصهاينة، بينت أنّ المثقف الجزائري في مستوى القضية”.

ق\ث