الرصاصة الأخيرة

elmaouid

خبئ رصاصتك الأخيرة للقدر

لن تعرف الحزن الذي سيحقق لك ما كان يوما ممكنا

هذي الحياة ستختلي بجميع من أحببتهم

وتقدم الغدر اللئيم لأكثر الناس امتهانا للوفاء

سترى كثيرا حبك الموبوء يسبح في النهايات التعيسة

وترى رفاق الحرب خلفك هاربين

لا واحد منهم سيحميك امتنانا

أو يذكر السيجارة التي كنت اقتسمت مع الرفاق رمادها

خبئ رصاصك يا صديقي

يكفيك سكين لتهدر دمعة الأم التي ترابط في العيون

مخافة الحزن الوشيك

كل الدموع بأرضنا متأهبة

تتهيب الموت الذي تتلوه أفواه البنادق

أو شحوب الأمسيات القاتلة

كم أمطرت قبلا تساءلت جدتي

أ بقدر ما أخذوا نعاسا من مخدات الصبايا ؟

كم أمطرت موتا تساءل كلما

قصفوا ببلدتنا ديارا للأحبة

القصف مثل الحب قالت جدتي

مثل الحياة وغدرها

يبقي الضحية ساهرة

لا خوف يسكننا من الموت الذي تلقونه

من فوهات الطائرات بليلة لا تنتهي

أرأيت من يبقى ليشهد موته مستيقظا

نبقى ونسهر كي نعيد دعاءنا

وتشهدا نخشى الرحيل بدونه

نبقى برغم الموت

حتى ندرك الفجر الذي لم يأت يوما بالفرج

نبقى

نتأمل الحتف المحاك بعقلنا:

سيداهمون نعاسنا

قد امسك الكف الصغيرة للرضيع بجانبي

وأكبّر الله احتماء باسمه

من كل ما تأتي به تلك الشظايا

النار لا تؤذي الوجوه الصامدة

وستحرق الكتب التي فوق الرفوف

وخصلة من شعر تلك النائمة

صخب الحياة سينتهي

سأقول في نفسي

الموت لا تؤذي كثيرا

بعض الثواني من لهيب أو ألم

خير من الحزن المقطر

في العيون المتعبات من الحياة

وسنحتمي من غفلة الموت الذي يهوي علينا من سماء

بالسماء