خبئ رصاصتك الأخيرة للقدر
لن تعرف الحزن الذي سيحقق لك ما كان يوما ممكنا
هذي الحياة ستختلي بجميع من أحببتهم
وتقدم الغدر اللئيم لأكثر الناس امتهانا للوفاء
سترى كثيرا حبك الموبوء يسبح في النهايات التعيسة
وترى رفاق الحرب خلفك هاربين
لا واحد منهم سيحميك امتنانا
أو يذكر السيجارة التي كنت اقتسمت مع الرفاق رمادها
خبئ رصاصك يا صديقي
يكفيك سكين لتهدر دمعة الأم التي ترابط في العيون
مخافة الحزن الوشيك
كل الدموع بأرضنا متأهبة
تتهيب الموت الذي تتلوه أفواه البنادق
أو شحوب الأمسيات القاتلة
كم أمطرت قبلا تساءلت جدتي
أ بقدر ما أخذوا نعاسا من مخدات الصبايا ؟
كم أمطرت موتا تساءل كلما
قصفوا ببلدتنا ديارا للأحبة
القصف مثل الحب قالت جدتي
مثل الحياة وغدرها
يبقي الضحية ساهرة
لا خوف يسكننا من الموت الذي تلقونه
من فوهات الطائرات بليلة لا تنتهي
أرأيت من يبقى ليشهد موته مستيقظا
نبقى ونسهر كي نعيد دعاءنا
وتشهدا نخشى الرحيل بدونه
نبقى برغم الموت
حتى ندرك الفجر الذي لم يأت يوما بالفرج
نبقى
نتأمل الحتف المحاك بعقلنا:
سيداهمون نعاسنا
قد امسك الكف الصغيرة للرضيع بجانبي
وأكبّر الله احتماء باسمه
من كل ما تأتي به تلك الشظايا
النار لا تؤذي الوجوه الصامدة
وستحرق الكتب التي فوق الرفوف
وخصلة من شعر تلك النائمة
صخب الحياة سينتهي
سأقول في نفسي
الموت لا تؤذي كثيرا
بعض الثواني من لهيب أو ألم
خير من الحزن المقطر
في العيون المتعبات من الحياة
وسنحتمي من غفلة الموت الذي يهوي علينا من سماء
بالسماء