يعرف سوق التحويلات الشتوية في الرابطتين المحترفة الأولى والثانية منذ افتتاحه يوم 15 ديسمبر الفارط، حالة ركود غير مسبوقة لم تعرفها الأندية الجزائرية منذ إطلاق مشروع الاحتراف قبل أزيد من سبع سنوات، بسبب
الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها أغلب الأندية وعجزها عن الاستجابة لطلبات اللاعبين المالية نتيجة شح المداخيل وانحصار إيرادات الممولين، تبعا لسياسة التقشف التي طالت كرة القدم الجزائرية أيضا من الهرم إلى القاعدة، ولم نسجل لحد الساعة صفقات كبيرة ولا قياسية بالنسبة لأغلب الأندية، مع تسجيل تحرك محدود لبعض الفرق، على غرار اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر وشبيبة القبائل ووفاق سطيف، في حين لجأت أخرى إلى خيار الإعارة لتوفير بعض الأموال.
وكان فريق اتحاد العاصمة لجأ إلى استعادة لاعبيه السابقين، على غرار عرجي وبودربال، لتجاوز عجزه المالي في إبرام صفقات كبيرة وضم لاعبين جدد بأموال كبيرة رغم حاجة الفريق للاعبين أجانب، في حين لجأت شبيبة القبائل إلى نفس الخطة باستقدامها لحمّار زيري لاعب سوسطارة بنظام الإعارة أيضا وفي صفقة مجانية، خدمة من ربوح حداد لصديقه زواوي المسير في الشبيبة، فضلا عن استقدامها للاعب بارادو بن يوسف المسرح من النادي الأخير، والذي لم يكلفها الكثير، بالمقابل تعاقدت مولودية الجزائر مع اللاعبين سويبع وتبي دون أن تصرف الكثير من الأموال، لا سيما بالنسبة للاعب الأول الذي سرح من مولودية وهران، أما وفاق سطيف فضم لاعب العميد سيد أحمد عواج بدون مقابل، بعد أن تم تسريح الأخير من المولودية باتفاق بينه وبين المسيرين، على اعتبار أنه تنازل عن مستحقاته المالية للحصول على حريته.
وتبرز هذه الصفقات لجوء الأندية إلى الخيارات المحتومة والتي لا تكلفها الكثير من الناحية المالية، على اعتبار أن كل الأندية تعاني من عجز مالي كبير، مادام أنها لم تلتزم بتسوية مستحقات لاعبيها الحاليين، فما بالك باستقدام لاعبين جدد لن يرضوا بأقل من تسبيق ثلاثة رواتب شهرية على الأقل، كما أن ديون الأندية لدى لجنة المنازعات لعبت دورها في “برودة” سوق التحويلات الشتوية الحالية، في ظل عجز المسيرين عن تسوية ديونهم القديمة، كما أن عدم توفر الخيارات الفنية المغرية في الميركاتو الشتوي زاد من ركود الحركية هذه المرة.
إلى ذلك، ولم يسمح تراجع الرابطة المحترفة لكرة القدم ومن ورائها الاتحاد الجزائري للعبة، عن تطبيق قرار منع الأندية المدينة لدى لجنة النزاعات، كل الأندية باستثناء اتحاد العاصمة ونصر حسين داي وشبيبة الساورة ونادي بارادو، في بعث الروح في الميركاتو الشتوي، مادام المشكل أعمق بكثير في ظل شح السيولة المالية لدى رؤساء الأندية، وكانت الرابطة والفاف هددت بمنع الأندية المدينة من الاستقدامات وحتى بخصم النقاط من رصيدها في حال عدم تسوية ديونها قبل تاريخ 15 ديسمبر، قبل أن تتراجع عن ذلك تحت ضغط رؤساء الأندية، وتسمح لهؤلاء بالاستقدامات إذا كانت ديونها تقل أو تساوي المليار سنتيم، ثم ليّنت مرة أخرى موقفها وأكدت بأنها ستمنح الفرصة للأندية لتأهيل لاعبيها الجدد إلى الساعات الأخيرة من الميركاتو، أي يوم 15 جانفي المقبل شرط إثبات تسوية ديونها لدى لجنة النزاعات.