أكد أن الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول ضرب استقرار الوطن

الرئيس تبون يجدد التزامه بمواصلة رفع الأجور ومنحة البطالة وتحقيق المزيد من المكاسب

الرئيس تبون يجدد التزامه بمواصلة رفع الأجور ومنحة البطالة وتحقيق المزيد من المكاسب
  • الجزائر لن تتخلى عن فلسطين

  • بعض المسائل محل الخلاف مع فرنسا تمت فبركتها بصفة كاملة


 

جدد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون، التزامه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة ورفع منحة البطالة والأجور تدريجيا وتحقيق مزيد من المكاسب لاسيما لفائدة الشباب  وفتح حوار وطني جامع, معربا عن أمله في أن يكون هذا النقاش مفيدا للمصلحة العليا للوطن مؤكدا أن الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول ضرب استقرار الوطن كما أوضح ان  بعض المسائل محل الخلاف مع فرنسا تمت فبركتها بصفة كاملة مشيرا إلى أن التنسيق يتم مع الرئيس ايمانويل ماكرون أو مع من يعينه لذلك

وقال رئيس الجمهورية في لقائه الإعلامي الدوري، أنه يتوجه إلى الري العام الوطني في الداخل والخارج من خلال حوار مفتوح وصريح حول مستجدات تتعلق بقضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية. وفيما يتعلق بالشأن الوطني, جدد السيد الرئيس التزامه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة وتحقيق مزيد من المكاسب لا سيما تلك التي تصب في صالح الشباب باعتبارهم أساس و جوهر الوطن مشيرا الى أن ذلك يعد وفاء لما أسس له شهداء الثورة التحريرية وما تضمنه بيان أول نوفمبر ومن هذا المنطلق, أكد رئيس الجمهورية التزامه بمواصلة رفع الأجور ومنحة البطالة بصفة تدريجية, منوها بالروح الوطنية العالية لدى جيل الشباب الذي يعتز ويفتخر ببلاده وأوضح بهذا الخصوص أن مواصلة تحسين الأجور سيكون وفق الظروف الاقتصادية للبلاد وفي إطار المعقول دون الإخلال بميزانية الدولة وبالمناسبة نوه رئيس الجمهورية بصحوة شباب اليوم الغيور على بلاده والفخور بها في الداخل والخارج, مبرزا أن الشباب الجزائري أصبح يفتخر بمنتوج بلاده ذي الجودة العالية وهذا ما يمثل –كما قال– “مصدر فخر واعتزاز ودليل على الروح الوطنية التي يتمتع بها جيل اليوم وأكد رئيس الجمهورية بالقول “أننا نعيش اليوم في جزائر جديدة والفضل في ذلك يعود ليس فقط لرئيس الجمهورية أو للحكومة بل لكل الجزائريات والجزائريين. وتوقف رئيس الجمهورية عند التزامه بفتح حوار وطني مع نهاية السنة الجارية وبداية 2026, معربا عن أمله في أن يكون هذا النقاش مفيدا للبلاد وعن اختيار هذا التاريخ, أوضح قائلا: “في اعتقادي, سنكون في هذه الفترة قد قضينا تقريبا على كافة المشاكل الموروثة وتمكنا من سد كل الثغرات, ما سيسمح لنا بالتفرغ للأمور السياسية الجامعة”، معربا عن أمله في أن يكون هذا النقاش مفيدا للبلاد وليس للأشخاص وفي سياق ذي صلة, أشاد رئيس الجمهورية بالتطور الكبير الذي يشهده مستوى الوعي الجماعي, لافتا إلى أن أغلبية الشباب الجامعي لديه القدرة على قراءة الأحداث.

 

الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول ضرب استقرار الوطن

من جانب آخر، أكد السيد الرئيس أن الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول استهداف استقرار الوطن والمساس بالوحدة الوطنية وبقيم المجتمع الجزائري تحت مسمى حرية التعبير، وأوضح أن حرية التعبير بالانتقاد لم يتم منعها أبدا في الجزائر دون أن يعني ذلك المساس بالتقاليد وبالثقافة الأصيلة لمجتمعنا, مشددا على الرفض القاطع ومحاربة كل ما من شأنه المساس بخصوصية مختلف مناطق الوطن وكل ما يستهدف الوحدة الوطنية. وبخصوص الانتقادات التي توجه للجزائر حول ملف حرية التعبير, ذكر رئيس الجمهورية أن تلك الانتقادات ترمي أساسا إلى زعزعة استقرار الوطن، مشيرا إلى أن كل من يعمل على ذلك فهو عميل وينتمي إلى الطابور الخامس. كما توقف رئيس الجمهورية عند مفهوم الديمقراطية, مبرزا أن تغليب رأي على آخر اعتمادا على مبادئ منحرفة, سيكون أمرا مجحفا ومناف لأصول وقيم مجتمعنا. وأضاف في نفس السياق، أن الجزائر ليست دولة شمولية مثلما يحاول البعض الترويج له تحت مسمى حرية التعبير، مبرزا أن المجتمع الجزائري لديه خصوصيات وجب احترامها وعاد رئيس الجمهورية ليتساءل عن ازدواجية المعايير حول مفهوم حرية التعبير, مشيرا إلى توقيف صحفيين فقط لأنهم يتكلمون عن الوضع في فلسطين, قائلا: “هذا ما يحاولون فعله معنا, لكنهم لن يتمكنوا من إسكاتنا”. وعلى صعيد آخر, أكد السيد الرئيس مضي الدولة في العمل من أجل تعميم الرقمنة، وذلك قبل نهاية سنة 2025, موضحا أن الدول العصرية تقوم على أرقام دقيقة وبهامش خطأ بسيط وليس عشوائيا.

 

الجزائر خطت خطوات كبيرة في مجال الأمن الغذائي والمائي

كما أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق الأمن الغذائي والمائي, بفضل ارتفاع الإنتاج الفلاحي وتطبيق برنامج طموح لإنجاز محطات تحلية مياه البحر وربط السدود واستغلال المياه الجوفية، مبرزا أن الجزائر ستصل للاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات على غرار القمح الصلب الذي سنحقق فيه اكتفاء ذاتيا تاما خلال السنة الجارية. كما حيّا رئيس الجمهورية التقدم المحرز في مجال التصدير بفضل جودة المنتوج المحلي, لا سيما تصدير المنتجات الفلاحية وذلك بعد أن حررنا الفلاحة من البيروقراطية ووصلنا إلى تقنيات فلاحية متطورة بفضل جهود الفلاحين، كما عبر عن ارتياحه لمعالجة مشكل العقار الفلاحي الذي سيحل نهائيا هذه السنة في انتظار استكمال الجهود الرامية لحل ثغرتين أساسيتين هما انتاج الحليب, لا سيما بفضل مشروعنا مع القطريين بأدرار, وإنتاج اللحوم حيث اتفقت مع اتحاد الفلاحين لإيجاد حل نهائي يتعلق بشعبة الأغنام. وتوقع رئيس الجمهورية، أن يعرف الاقتصاد الجزائري انتعاشا كبيرا مع دخول أكثر من 11 ألف مشروع استثماري حيز الإنتاج وبعد إشادته بالخطوات التي خطتها عملية الرقمنة في مختلف القطاعات, ذكر رئيس الجمهورية بالجهود التي قامت بها الدولة لردع المضاربة والمضاربين بسن عقوبات صارمة تصل الى السجن لمدة 30 سنة, معتبرا المضاربة من الرواسب والتصرفات الموروثة من الزمن البائد.

 

مسائل الخلاف بين الجزائر وفرنسا تمت فبركتها

وبخصوص العلاقات الجزائرية – الفرنسية, أكد رئيس الجمهورية أن بعض المسائل محل الخلاف بين البلدين تمت فبركتها بصفة كاملة, مشيرا إلى أن التنسيق يتم مع الرئيس إيمانويل ماكرون أو مع من يعينه لذلك, ويتعلق الأمر بوزير الخارجية، وأضاف أن الملف يوجد بين يدي شخصية مؤهلة تحظى بكامل الثقة, ويتعلق الأمر بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف, مبرزا أن الجزائر كقوة إفريقية تعمل مع فرنسا كقوة أوروبية وما غير ذلك لا يهمنا إطلاقا.

 

الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وستواصل دفاعها عنها كما فعلت دوما

كما أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وستواصل دفاعها عنها كما فعلت دوما وأيضا المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم في قطاع غزة مبرزا المعركة التي تقودها الجزائر في هذا الخصوص على مستوى الأمم المتحدة، وأضاف نحن أول من نادى بمعاقبة المسؤولين عن المجازر في غزة ولا زلنا، مجددا التذكير بأن القضية الفلسطينية قضية جوهرية تتطلب الاجتماع والتفاهم بشأنها, ومستغربا تلك الاجتماعات الجزئية التي جرت بخصوص الوضع في فلسطين. وأعاد رئيس الجمهورية، التذكير بموقف الجزائر بخصوص الجامعة العربية ومطالبتها منذ السبعينات بضرورة إعادة ترتيب البيت العربي, موضحا ان هذه الهيئة الإقليمية انشئت قبل الحرب العالمية الثانية، وأن كل المؤسسات تغيرت، وهي باقية على حالها. وبخصوص العلاقة مع إفريقيا, قال رئيس الجمهورية أن هدف الجزائر هو وحدة القارة ولم الشمل، كما أكد عليه الزعماء السابقون, مستدلا في هذا الإطار بالمبادرات التي تقوم بها الجزائر من استقبال للطلبة في الجامعات الجزائرية وحتى في المدارس التابعة للجيش الوطني الشعبي، وأضاف أنه وفي المجال الاقتصادي, نحاول قدر المستطاع أن يكون فيه تبادل حر مع دول القارة كما فتحنا بنوكا وخطوطا جوية وبحرية مع السنغال وموريتانيا.

 

المالي والنيجر فهموا أن الجزائر بلد شقيق وليس جارا فقط

وفي الساحل, قال الرئيس تبون أن الماليين فهموا أن الجزائر بلد شقيق وليس جارا فقط, لم يحاول أبدا فرض أّي شيء عليهم, ونفس الشيء بالنسبة للنيجر, غير أن طرفا ثالثا (لم يسمه) يحاول التأثير من خلال نشر الأخبار الكاذبة. وبخصوص اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر, قال رئيس الجمهورية أن الأشقاء الماليين أحرار في استئنافه والعمل به, مشددا على أن الاتفاق لم يوجد للتدخل في الشؤون الداخلية لماليكما أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تلعب دورا محوريا في التقارب بين دول المغرب العربي, حيث تجري مشاورات يومية مع تونس و موريتانيا وظرفية مع ليبيا  وتأسف الرئيس تبون من الفراغ الذي يعرفه المغرب العربي حيث تتصرف دول هذا الفضاء بشكل فردي, في الوقت الذي أسست فيه دول الساحل مؤخرا تكتلا خاصا بها يجب التعامل معه, وهو ما قامت به كذلك من قبل دول منطقة غرب إفريقيا. وشدد رئيس الجمهورية، على أن الجزائر تعمل قدر المستطاع حتى لا تقصي أي طرف، حيث يبقى هدفها الأسمى هو لمّ الشمل في فضاء بحاجة الى التأطير مجددا مذكرا في هذا السياق بالاتفاقية التي تم توقيعها بين الجزائر وتونس وليبيا بخصوص المياه الجوفية الألبية. وتطرق رئيس الجمهورية، إلى علاقات الجزائر بعدد من الدول من بينها إسبانيا وألمانيا, حيث أكد أن العلاقات مع مدريد تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية بعد فترة فتور بين الطرفين. أما العلاقات مع ألمانيا فقال الرئيس إنها هي الأخرى مميزة والألمان كانوا على الدوام أصدقاء, وأكد على أنه ليس للجزائر أي مشكل مع أي دولة أوروبية. كما أوضح رئيس الجمهورية بخصوص علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة بأنها تتحسن يوميا وقد وقعنا اتفاقيات عسكرية مع واشنطن, موضحا في السياق على أن الاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين البلدين لن تؤثر على علاقات الصداقة مع روسيا والصين وأيضا مع دول أخرى مثل الهند, وأن الجزائر ملتزمة بموقف عدم الانحياز.

محمد. د