أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأحد، أن مبادرة لمّ الشمل التي أطلقها، ضرورية من أجل تكوين جبهة داخلية متماسكة، وكشف في ذات السياق، عن عقد لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة بعد اللقاءات الفردية التي أجراها مؤخرا مع قادة الأحزاب السياسية.
وتطرق الرئيس تبون خلال لقاء جمعه ليلة الأحد إلى الإثنينو بتركيا مع الجالية الوطنية المقيمة هناك إلى مبادرة لمّ الشمل التي أطلقها والتي اعتبرها ضرورية من أجل تكوين جبهة داخلية متماسكة. وفي هذا الصدد، أعلن عن انعقاد لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة بعد اللقاءات الفردية التي أجراها مؤخرا مع قادة الأحزاب، مبرزا أن هذه اللقاءات سمحت بمناقشة وتقييم العديد من القضايا. وخلال لقائه بأفراد من الجالية الوطنية، الذي جرى في أجواء عائلية، استمع الرئيس تبون إلى كل المتدخلين من الحضور، كما رد على أسئلتهم بخصوص القضايا المتعلقة بوضعية النقل الجوي وأسعار التذاكر وظروف الحصول على الوثائق الادارية لدى مصالح القنصليات الجزائرية. وأوضح رئيس الجمهورية ان الدولة تبذل مجهودات جبارة وتجند جميع الوسائل المادية من اجل مساعدة الجالية الوطنية بالخارج، خاصة خلال الظروف الصحية الصعبة المتعلقة بوباء كوفيد-19، حيث تم إجلاء كل الجزائريين العالقين بالخارج. وفي مجال النقل، ذكر رئيس الجمهورية بأمره المتعلق باقتناء 15 طائرة جديدة لتعزيز أسطول الخطوط الجوية الجزائرية وذلك ما يسمح بتحسين نقل الجالية المتواجدة بالخارج. كما أكد رئيس الجمهورية، دعمه للشباب والمواصلة في الاستثمار في التكوين والتعليم، مذكرا بأن الجزائر من بين الدول القليلة في المنطقة التي توفر الظروف والامكانيات اللازمة لدراسة أكثر من 14 مليون تلميذ وشاب جامعي. وخلال هذا اللقاء، استمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات واقتراحات مختلف ممثلي الجالية المقيمة بتركيا، كما رد على أسئلتهم بخصوص الوضع في الجزائر وواقع العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا وبهذا الخصوص، أكد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات بين البلدين، مبرزا أنها علاقات قوية جدا على جميع الأصعدة، لا سيما اقتصاديا، سياسيا وتاريخيا. وأبرز تبون، بأن زيارته إلى تركيا كانت ضرورية، خاصة وأن العلاقات الثنائية عرفت تطورا ملحوظا خلال السنتين الأخيرتين، مضيفا أن الجزائر مستعدة لتطوير العلاقات مع الجمهورية التركية الشقيقة إلى أعلى مستوى. كما لفت، رئيس الجمهورية، إلى أن الاستثمارات التركية في الجزائر تعد في المرتبة الأولى من بين الدول التي تستثمر بها تركيا، حيث بلغت أكثر من 4 مليار دولار وأن حجم المبادلات التجارية بين البلدين يتراوح ما بين 4 و5 مليار دولار في السنة. وبهذا الشأن، أشار السيد تبون، إلى رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكل المسؤولين الأتراك بالعمل سويا مع الجزائر لرفع قيمة الاستثمارات والولوج إلى السوق الإفريقية. وفيما يخص الوضعية الاقتصادية للجزائر، طمأن السيد تبون، أفراد الجالية المقيمين بتركيا حول تحسن الوضع المالي للبلاد مما سمح بالابتعاد عن الاستدانة الخارجية لدى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي بفضل وعي الجزائريات والجزائريين تبتعد البلاد يوما بعد يوم لما برمج لها من طرف البعض الذين كانوا يزرعون اليأس ويتوقعون لجوء الجزائر إلى المديونية في سنة 2020، يقول الرئيس. وفي هذا الإطار، كشف رئيس الجمهورية، عن تحسن مستوى احتياطات الصرف الخارجي التي فاقت 42 مليار دولار خلال هذه السنة وتسجيل فائض تجاري بلغ 1،5 مليار دولار خلال سنة 2021. سياسة النهوض بالاقتصاد الوطني ستتواصل. وفي هذا الجانب، أبرز رئيس الجمهورية، بأن سياسة النهوض بالاقتصاد الوطني ستتواصل على أسس متينة من أجل الرفع من الإنتاج الوطني والتصدير والتقليص من الواردات، مذكرا بأن الجزائر استطاعت خلال سنة 2021 الرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى أكثر من 5 مليار دولار وهذا للمرة الأولى منذ 25 سنة. وتسعى الجزائر، يضيف الرئيس تبون، إلى رفع قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى 7 مليار دولار في السنة الجارية، داعيا الجالية الوطنية إلى المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني والاستثمار في خلق الثروة.
دريس.م








