شهدت الأيام الأولى من عيد الفطر المبارك تواصلا دبلوماسيا مكثفا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حيث تلقى سلسلة من الاتصالات الهاتفية من عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة.
حيث تضمنت هذه الاتصالات تبادل التهاني بالمناسبة، إلى جانب مناقشة القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
تعزيز الشراكات مع قادة الإمارات، تونس، إيران وتركيا
وفي إطار تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة، تلقى الرئيس تبون اتصالات هاتفية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتبادل القادة التهاني بعيد الفطر، مع التأكيد على عمق الروابط بين الجزائر وهذه الدول. كما تم الاتفاق على عقد لقاءات رئاسية قريبة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، حيث اتفق الرئيس تبون ونظيره الإيراني على لقاء مرتقب في الجزائر أو طهران، بينما سيتم عقد اجتماع اللجنة العليا الجزائرية-التركية برئاسة تبون وأردوغان قريبًا.
اتصال هام مع ماكرون لاستئناف الحوار وتعزيز التعاون
في مكالمة هاتفية مطولة، ناقش الرئيس تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون العلاقات الثنائية، حيث تم التطرق إلى التوترات الأخيرة بين البلدين، مع التأكيد على ضرورة استئناف الحوار على أساس الاحترام المتبادل والشراكة المتكافئة. واتفق الرئيسان على تفعيل التعاون الأمني بشكل فوري، إلى جانب إعادة تفعيل التعاون في قضايا الهجرة والتعاون القضائي. كما أعرب الرئيسان عن دعمهما لاستمرار أعمال اللجنة المشتركة للمؤرخين المكلفة بملف الذاكرة، مع تحديد موعد اجتماع قريب لها في فرنسا. وشدد تبون وماكرون، على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي، حيث أبدى الجانب الفرنسي دعمه لمراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وفي خطوة لتهدئة الأجواء، دعا ماكرون نظيره الجزائري إلى إصدار لفتة إنسانية تجاه الكاتب بوعلام صنصال. وفي إطار تسريع تنفيذ خارطة الطريق الجديدة للعلاقات الجزائرية-الفرنسية، تقرر أن يقوم وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بزيارة للجزائر في 6 أفريل الجاري، بدعوة من نظيره الجزائري أحمد عطاف، لوضع التفاصيل النهائية لخطة العمل المشتركة.
القضية الفلسطينية في صلب المحادثات
ولم تغب القضية الفلسطينية عن هذه الاتصالات، حيث شدد الرئيس تبون ونظيره التركي أردوغان على ضرورة التوصل إلى حل عاجل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحملة إبادة غير مسبوقة.
دبلوماسية جزائرية نشطة على الساحة الدولية
كما تعكس هذه الاتصالات الحراك الدبلوماسي النشط للجزائر، التي تسعى إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وإعادة ضبط علاقاتها مع القوى الدولية وفق أسس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر. كما تجدد الجزائر التزامها الثابت بالقضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مواصلة جهودها الدبلوماسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إيمان عبروس