كثفت الجزائر تنشيط حراكها الدبلوماسي وتكثف جهودها في خطوة تهدف من خلالها إلى تحقيق إجماع عربي لإنجاح القمة العربية المزمع عقدها مارس المقبل التي تريدها الجزائر أن تكون قمة للمّ الشمل، وإعادة ترتيب البيت العربي، وكذا توحيد العمل المشترك، والخروج بقرارات قوية فيما يخص التحديات التي تواجهها الدول العربية إقليميا ودوليا.
ويواصل رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، سلسلة زيارات يقوم بها إلى عدد من الدول العربية واتصالات يجريها مع القادة العرب في إطار حشد التأييد العربي، خاصة من الدول التي تعتبرها الجزائر مؤثرة في الشأن العربي، قصد إنجاح القمة العربية بالجزائر من ناحية ترتيب البيت وتوحيد العمل المشترك.
السيسي ولعمامرة يؤكدان أهمية تعزيز أطر التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك

بحث وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استقبله، الإثنين، بقصر الاتحادية، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية مصر العربية، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، الأوضاع السائدة على الساحة العربية، خاصة القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، والدور المنوط بالبلدين في ترقية العمل العربي المشترك.
وكشف بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن الوزير لعمامرة، سلم إلى الرئيس السيسي رسالة خطية من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، كما نقل إليه تحياته الخالصة وتمنياته بإطراد النماء والازدهار في كنف السلم والاستقرار لمصر الشقيقة. وأشار البيان، أن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري، سامح شكري، شكّل فرصة لاستعراض العلاقات الثنائية التاريخية القائمة على التعاون والتضامن وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات تجسيدا للإرادة الراسخة التي تحدو قيادتي البلدين والتي تم التأكيد عليها مجددا خلال المحادثات. وعلى صعيد القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، تم التباحث حول مستجدات الوضع في ليبيا الشقيقة، حيث تم التوافق حول أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا وتوحيد مؤسساتها الوطنية، خاصة العسكرية والأمنية تعزيزاً للجهود الدولية لإنهاء تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”. وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في تونس، أكد الجانبان على “استمرار الدعم العربي للرئيس قيس سعيد، وما يقوم به من إجراءات وجهد حثيث لتحقيق الاستقرار في البلاد”. كما تم التطرق إلى أهم الملفات المطروحة على الصعيد القاري والأهمية البالغة للتنسيق المشترك في سبيل إعلاء قيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي، وثمّن الطرفان توافق وجهات نظر ورؤى البلدين الشقيقين إزاء القضايا والأزمات التي يمر بها العالم العربي والقارة الإفريقية، بشكل يؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما واتفاق إرادتهما السياسية في السعي لتحقيق الاستقرار ولمّ الشمل. وتناول اللقاء، التباحث حول سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم التأكيد على أهمية عقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الوزراء خلال العام الجاري، فضلاً عن “عقد الدورة المقبلة لآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين، وتعزيز أطر التعاون والتنسيق إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والتعاون والتضامن”. وكان لعمامرة قد تباحث، الأحد، مع نظيره المصري سامح شكري، العلاقات الثنائية، والتحضير للاستحقاقات المقبلة للعمل العربي المشترك، وبالخصوص القمة العربية بالجزائر، وأكد لعمامرة على أهمية مواصلة التنسيق لدفع جهود العمل العربي المشترك، في إطار جامعة الدول العربية. وتطرق لعمامرة مع نظيره المصري شكري إلى مستجدات الملف الليبي، حيث أكد الطرفان على أهمية العمل على دعم حل ليبي-ليبي للخروج من الأزمة الحالية، كما تم التأكيد على ضرورة وقف أي تدخلات أجنبية في شئون ليبيا الشقيقة وأهمية خروج كافة القوات الأجنبية، وكذلك المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق إلى الأمن والاستقرار والرخاء. وفي ذات الصدد، أكدت الجزائر في أكثر من مناسبة أنها على اتصال دائم مع مصر بشأن الأزمة الليبية، من جهته، أبرز الطرف المصري، أن مصر والجزائر لديهما اهتمام بالغ بالأوضاع في ليبيا باعتبارهما دولا مباشرة للجوار الليبي، وتربطهم روابط تاريخية وإخاء، ولدى مصر والجزائر قلق بالغ للضغوط الواقعة على الليبيين ونعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا لصالح الشعب الليبي، مشددا على وجود تنسيق بين مصر والجزائر بشأن الأوضاع في ليبيا إضافة لمخاطبة شركاء آخرين لديهم اهتمام بالشأن الليبي.
أبو الغيط يشيد بعقلانية المقاربة الجزائرية ويؤكد مواصلة التعاون تحضيرا للقمة العربية

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، لدى استقباله وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، الذي حلّ، الأحد، بالقاهرة، ضمن سلسلة زيارات يجريها إلى عدد من الدول العربية واتصالات مع القادة العرب تحضيرا للقمة العربية المرتقبة، ربيع العام الجاري بالجزائر، بعقلانية المقاربة الجزائرية، واحترافية المشاورات التي يقوم بها لعمامرة لتحقيق الجهد الجماعي وإيصاله إلى مبتغاه، منوها بالتزام الرئيس عبد المجيد تبون بالعمل العربي المشترك الهادف للمّ الشمل.
واستعرض لعمامرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أبو الغيط، استعدادات الجزائر لاستضافة القمة العربية خلال العام الجاري بما يؤمن لها فرص نجاح حقيقية، بالإضافة إلى قضايا المنطقة العربية، حيث انصبت المحادثات حول الأوضاع في المنطقة العربية وآفاق رفع التحديات الراهنة. كما اتفق الطرفان في ختام المشاورات، على مواصلة التنسيق والتعاون تحضيرا للقمة العربية المقررة في الجزائر، خلال شهر مارس المقبل. وفي ذات السياق، حلّ وفد من الأمانة العامة برئاسة، حسام زكي، الأمين العام المساعد، الإثنين، بالجزائر في زيارة رسمية تستغرق يومين كاملين للقاء ممثلي اللجنة الوطنية الجزائرية المكلفة بالإشراف على التحضيرات لعقد القمة العربية، وكذلك الوقوف على الاستعدادات التي اتخذتها السلطات الجزائرية من أجل ضمان نجاح القمة المقبلة وتيسير مشاركة وفود جميع الدول الأعضاء على أعلى المستويات.
المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز قريبا في الجزائر لبحث الأزمة الليبية
والتقى الوزير لعمامرة، خلال تواجده بمقر الجامعة بمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز التي أعربت عن رغبتها في زيارة الجزائر قريبا للتنسيق حول آفاق إنهاء الأزمة الليبية، بدوره، رحب الوزير لعمامرة بالمستشارة الأممية وبرغبتها بالعمل بالتنسيق مع الجزائر، مجددا في ذات السياق موقف الجزائر الثابت ودعمها الدائم للأشقاء الليبيين في سبيل تحقيق التوافقات الضرورية حفاظا على وحدة وسيادة ليبيا في ظل الأمن والاستقرار. ويحظى ملف الأزمة الليبية باهتمام كبير لدى السلطات الجزائرية، جدد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة استعداد الجزائر لتقديم دعمها ومساعدة الشقيقة ليبيا في حلحلة بعض المشاكل المطروحة، كما أكد أن الحل النهائي للأزمة في ليبيا الشقيقة هو الانتخابات التي تعطي شرعية أكثر للمجلس الوطني وللرئيس، وشدد تبون أن الجزائر ترفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الليبي. ودخلت الجزائر بقوة على خط الأزمة الليبية، وعرضت مساعدتها على طرفي النزاع الليبي من أجل إيجاد حل للأزمة ووقف إطلاق النار، من خلال طرح مبادرة لحل الأزمة الليبية، متخذة من مبدأ “الوساطة الحيادية” في ذلك سبيلاً منذ بداية الأزمة الليبية عقب سقوط نظام القذافي وجلوس الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار، وشددت الجزائر على أن طرح مبادرتها لحل الأزمة الليبية استجابة لدعوة الأطراف الليبية الجزائر للعب دور الوساطة في الأزمة الليبية، كما قامت الجزائر باستضافة أقطاب طرفي الأزمة في ليبيا في أكثر من مناسبة، مجددة أملها في إيجاد صيغة اتفاقية تبنى عليها اتفاقات سياسية تكون حلا للأزمة التي يعيشها الشعب الليبي. واستضافت الجزائر في إطار مساعيها لحل الأزمة الليبية اجتماعا وزاريا لدول جوار ليبيا شهر أوت الماضي، شارك فيه وزراء خارجية سبع دول لبحث سبل إنهاء الأزمة الليبية. ونوه وزير الخارجية لعمامرة، أن اجتماع دول الجوار الليبي في الجزائر، ناجح من مختلف الزوايا، مؤكدا أن حضور رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للجلسة ما قبل النهائية للاجتماع، وإبدائه لدعمه الثابت للأشقاء الليبيين، يُظهر الأهمية التي توليها الجزائر للاجتماع. وقال لعمامرة، إن أمن واستقرار ليبيا جزء من أمن واستقرار دول الجوار، مؤكدا أن حل الأزمة الليبية لن يكون إلا عبر مسار ليبي-ليبي بدعم من المجتمع الدولي. وفي ذات الصدد، أكد السفير الجزائري لدى ليبيا، سليمان شنين، خلال لقائه النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، الأحد، حرص الجزائر على دعم استقرار ليبيا ووحدة صف الليبيين، بالعاصمة طرابلس، على العمل في سبل وسرعة تسهيل إجراءات التنقل بين البلدين. من جهتها، تعوّل الأطراف الليبية على الر ئيس تبون والجزائر للخروج من الأزمة، حيث أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى، أن ليبيا تعوّل على الرئيس عبد المجيد تبون والشعب الجزائري للخروج من أزمتها التي اقتربت من نهايتها، مشيرا إلى أن ليبيا تحتاج للجزائر في كل الظروف “نحن نحتاج إلى الجزائر الجارة في كل الظروف، ونحن في تواصل مع الجزائر ولم ولن ننسى مواقفها معنا في الظروف التي مرت بها ليبيا”.
يارا بوعلام