عبر السيد عزوز ناصري عن بالغ امتنانه للثقة التي حظي بها من قبل أعضاء المجلس، مؤكدا التزامه الكامل بالاضطلاع بمسؤولية المنصب الجديد بما يتطلبه من جدية وانضباط، حيث أكد أن رئاسة مجلس الأمة ليست شرفا شخصيا بقدر ما هي تكليف ثقيل يتطلب التفرغ الكامل والتفاني لخدمة الوطن ومؤسساته.
وفي كلمته خلال الجلسة العلنية التي عقدت بمناسبة انتخابه، قال ناصري: “إنني أضع ثقتكم الغالية وساما على صدري، وأتعهد بممارسة مهامي بروح المسؤولية والتجرد، حريصا على أن أكون رئيسا جامعا بين كل مكونات المجلس، باختلاف أطيافهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية، داعما للطابع الديمقراطي التعددي للمؤسسة البرلمانية”.
تهاني للأعضاء الجدد وتحية للرئيس السابق..
وبالمناسبة، هنأ ناصري زملاءه الجدد الذين التحقوا مؤخرا بالمجلس، سواء عن طريق الانتخاب أو التعيين، متمنيا لهم النجاح في أداء مهامهم، كما عبّر عن امتنانه العميق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيدا بالدور الذي يلعبه في تعزيز دور السلطة التشريعية ومكانتها ضمن منظومة الحكم. ولم يفوت رئيس المجلس الجديد الفرصة دون الإشادة بسلفه المجاهد صالح قوجيل، الذي وصفه بـ”الوطني الفذ، ورمز نوفمبر”، مثنيا على خصاله القيادية وحكمته وخبرته الطويلة في إدارة شؤون الدولة، ومعتبرا أن ما قدمه قوجيل من جهود يشكل مرجعًا للأجيال القادمة في الإخلاص للوطن ومؤسساته.
تثمين لمسيرة الفقيدين وتقدير للعهدة المنتهية..
واستذكر عزوز ناصري زميليه الراحلين عبد الله مسك ووليد العقون، اللذين وافتهما المنية مؤخرا، قائلا: “نترحم على روحيهما الطاهرتين، ونشهد لهما بما قدماه من عطاء وفاء للوطن”. كما توجه بالشكر إلى النواب المنتهية عهدتهم، خاصة أولئك الذين لم يحالفهم الحظ خلال عملية القرعة، مثمنا مساهمتهم الجادة في إثراء العمل البرلماني.
في ذكرى الطالب ومجازر 8 ماي: تمسك بالذاكرة ورفض للنسيان
وبتزامن كلمته مع إحياء الجزائر ليوم الطالب وذكرى مجازر 8 ماي 1945، اعتبر ناصري أن هذه المحطات التاريخية تشكل رموزا خالدة في الذاكرة الوطنية، بما تحمله من قيم التضحية والبطولة، مشددًا على أن “المجازر الوحشية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي لن تسقط بالتقادم، وتبقى وصمة عار في جبين المستعمر الغاشم”، داعيا النخب الفرنسية إلى الاعتراف بمسؤولية دولتهم والاعتذار عن الجرائم المرتكبة. وأردف أن “الحفاظ على الذاكرة الوطنية واجب مقدس، يزرع في النفوس حب الوطن ويحصن الأجيال من محاولات المساس بهويته ومقوماته”.
الجزائر الجديدة: التزام بالإصلاحات ومواجهة للتحديات
وفي حديثه عن مسار الإصلاحات الوطنية، جدد ناصري دعمه لرئيس الجمهورية في مساعيه لتحديث الدولة ومؤسساتها، مؤكدا أن الجزائر الجديدة تسير بخطى واثقة نحو التنمية الشاملة، وتهدف إلى الالتحاق بنادي الاقتصاديات الناشئة بحلول عام 2027، رغم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة. كما نوه بالدور المحوري للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، في الدفاع عن السيادة الوطنية، وحيّا أفراد الأسلاك الأمنية الذين يسهرون على أمن البلاد واستقرارها، محذرا من محاولات التدخل الخارجي والمس بقرارات الجزائر السيادية.
دعوة للتماسك المؤسساتي وتفعيل العمل البرلماني
في ختام كلمته، شدد عزوز ناصري على أن مجلس الأمة سيبقى متمسكا بصلاحياته الدستورية ومتعاونا مع مختلف مؤسسات الدولة في إطار تكامل الأدوار، داعيا أعضاء المجلس إلى التحلي بروح المسؤولية والانخراط الجاد في أداء المهام التشريعية والرقابية، وفق ما ينص عليه دستور 2020. كما أكد حرصه على تعزيز التنسيق مع المجلس الشعبي الوطني، باعتباره شريكا دستوريا في أداء الوظيفة التشريعية، والعمل سويا على ترقية الدبلوماسية البرلمانية في المحافل الإقليمية والدولية. وختم كلمته بالقول: “ثقتكم دين في عنقي، ومسؤولية أتحملها بكل إخلاص، وسأبذل كل ما في وسعي لأكون في مستوى هذا التكليف الوطني السامي”.
محمد بوسلامة
