الرؤيا الصالحة بشرى من الله

الرؤيا الصالحة بشرى من الله

جاءت نصوص السُنَّة ببيان أنواع الرُّؤى؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ” رواه مسلم. وفي قوله عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاَثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ. وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ، فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ. وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ” صحيح – رواه ابن ماجه. فالرؤيا لا تخرج عن هذه الثلاث: الرؤيا الصالحة: أي الرؤيا الحسنة التي لا تشتمل على شيءٍ يكرهه الرائي؛ بل فيها مصلحة دينية أو دنيوية. ورؤيا الخاطر: بأنْ يُحدِّث المرءُ نفسَه بأمرٍ مَّا، فيكون البالُ مشغولًا به، ثم ينام فيرى هذا الشيءَ المشغولَ به، فهذا حديثُ نفسٍ، لا يضر ولا ينفع. ورؤيا تَحزِينٌ من الشيطان. ولا يكاد إنسانٌ ينفك عن مناماتٍ يراها في نومه، وقد شَرَعَ الإسلامُ آدابًا تتعلَّق بالرؤيا، سواء كانت رؤيا صالحة أو رؤيا سوء، ومن أهم آداب الرؤيا الصالحة:

1- أنْ يعلم أنها من الله تعالى فيحمده عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا” رواه البخاري. وفي رواية: “الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ” رواه البخاري ومسلم.

2- أنْ يفرح ويستبشر بها، وينشرح لها صدره، ولا يقصها إلاَّ على مَنْ يُحبُّ، ولا يطلب تأويلَها إلاَّ من ذي رأيٍ وحِكمة، وعلمٍ ونُصح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فَإِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً؛ فَلْيُبْشِرْ، وَلاَ يُخْبِرْ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ” رواه مسلم. والحِكمة في عَرْضِ الرؤيا على أهل العلم والنُّصح: أنَّ العالم: يؤوِّلها له على الخير مهما أمكنه. وأمَّا الناصح: فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويُعِينه عليه. وأمَّا الحبيب: فإنْ عَرَفَ خيرًا قاله، وإنْ جَهِلَ أو شَكَّ سَكَت.

3- أن يُفسِّرها على أحسن الوجوه، فإنَّ ذلك مما يشرح صدر الرائي، ويزيد في استبشاره وتوقُّعه للخير، والمسلمُ مطالَب بالتفاؤل، وإحسانِ الظنِّ بالله تعالى في كلِّ أحواله، والتفسيرُ الحَسَنُ يصب في هذا الاتجاه؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رَأى أحَدُكُمُ الرُّؤيا الحَسَنَةَ فَلْيُفَسِّرْها، ولْيُخْبِرْ بِها، وإذا رَأى الرُّؤيا القَبِيحَةَ فلا يُفَسِّرْها، ولا يُخْبِرْ بِها” صحيح – رواه ابن عبد البر. ومن أهم آداب الرؤيا السُّوء المكروهة:

– الاستعاذة بالله تعالى من شرِّها، والاستعاذة من الشيطان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ؛ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا” رواه البخاري. وفي رواية: “وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْهُ” رواه البخاري.

– أنْ يبصق أو ينفث عن يساره ثلاثًا؛ ويوقن بأنها لنْ تضره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ؛ فَلْيَنْفُثْ -وفي لفظ: فَلْيَبْصُقْ- عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ” رواه مسلم.

– التَّحول عن الجَنْب الذي ينام عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ” رواه مسلم. أي: إلى الجَنْب الآخَر؛ تفاؤلًا بِتَحول تلك الحال التي كان عليها.

– أنْ يقوم فيصلي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ؛ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ” رواه مسلم. والصلاة فيها لجوء إلى الله تعالى؛ لِقُرب المصلي من ربه عند سجوده.

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي