– جرت سنة الله في الخلق، باقتران ظهور الأمراض القاتلة والنقم المهلكة، بزيادة الذنوب والمعاصي والانحراف عن دينه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “… لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا… ” رواه ابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني، وقال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ” الشورى:30، وقال: “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى” فاطر:45، وقال: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” الروم:41.
– وباء كورونا جند مِن جنود الله مسخر؛ يسلطه الله على مَن يشاء لما شاء، يدخل حدود الدول بلا إذنٍ ولا تأشيرةٍ: “وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ” المدثر:31. وسنة الله ماضية بأن يرسل جنوده المختلفة: “الطوفان – الجراد – القمل – الضفادع – الدم – الحاصب – الصيحة – الخسف – الغرق” على مَن عصوه، وانحرفوا عن أمره: قال الله تعالى: “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” العنكبوت:40، “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ” الأعراف:133.
– الإسلام لا ينفي انتقال المرض وسريانه إلى الغير، ولكن ينفي اعتقاد الجاهلية بأن العدوى تعدي بطبعها استقلالًا، وليس بمشيئة الله وإذنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ” متفق عليه.
– وضع الإسلام أساس الحجر الصحي في مكافحة الأوبئة القاتلة السارية بما يتوافق مع حقائق الطب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ – يعني: الطاعون- بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: “وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسَدِ” رواه البخاري.