الذنوب الصغيرة

الذنوب الصغيرة

من مداخل الشيطان أنه يأتي للمسلم ويقول له: هذا ذنب صغير، هذا هين، حتى يوقعه فيه، فبالتهاون ارتُكِبت كثير من الذنوب، وانتهكت حرمات الله. ولكن المسلم العاقل يحترز من الذنوب صغارها وكبارها؛ لأن اقتراف الصغيرة يجر إلى الكبيرة، بل إن الصغائر إذا اجتمعت على الرجل أهلكته؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ” رواه أحمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ – كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ – المطففين: 14، رواه الترمذي. وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ” رواه النسائي. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها” أخرجه الطبراني. بل إن التهاون بالذنوب من علامات ضعف الإيمان؛ لأن العبد كلما قوي إيمانه زاد خوفه، واشتد تحرزه من الذنوب، ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: “إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات” قال البخاري رحمه الله: يعني بذلك المهلكات. وقد قيل: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عِظَمِ مَن عصيتَ، ولقد بلغ من شدة تحرز الصحابة – وهم أقوى هذه الأمة إيمانًا، وأتقاها قلوبًا – أنهم كانوا يخافون النفاق على أنفسهم. فيجب على العبد الذي يريد النجاة ألا يتهاون بالصغائر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا” رواه النسائي.

من موقع وزارة الشؤون الدينية