لها هي الماء الذي يعكس صورة عطشي
بوجه يتمرجح بلا مبالاة
وجه حبيبتي يطفو على أرصفة الشوارع التي أخطوها
هو ملتصق بكل الأمكنة التي أزورها
وحتى التي لا أزورها وكل الناس أصبحت وجه حبيبتي
عيونك الظلماء ما في الجفاء كلمة
وما للغياب لسان وكانت تلوم عليّ أني كثير التذكّر
أتذكّر لون العينين
أتذكّر طريقتها لرفع شعرها
ضحكتها المتقطعة المجنونة
أتذكّر …شرودها
أتذكّر أحرفها المرتبكة ولغتها الخاصة بها
حين أحرجها وتخجل كثيراً من إلحاحي وأنا أقول: إن كنتِ جميلة كفاية
أتركي وجهكِ غارقاً بوجهي مدة نصف ساعة
دون أن ترمشي أو تمنحي الأرض فرصة لتصافح الجنة في وجهكِ
أتذكّر أول أغنية بيننا وقدرتها العظيمة
في تغيير نوتة الألحان …
بدون أن أحاصر تفاصيلها الصغيرة بغية اتمام أنوثتها الجبّارة..
يا عابثة بذاكرتي ذوّبيها في فناجين قهوتكِ واشربيها
أو إن أردتِ اشربيني معها لعلّنا حين نلتقي
أصف لكِ المنابع المتدفقة من حبالكِ الصوتية ورئتكِ البيضاء…
نعيم بوند/ تبسة