الدوحة  تنزف ملايين الدولارات بسبب السعودية، البحرين، الإمارات ومصر… قرار القطيعة العربي يضع قطر تحت الاقامة الجبريــــــــــة

elmaouid

في أخطر أزمة دبلوماسية تواجه المنطقة منذ سنوات..قررت كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف التعامل معها برا وبحرا وجوا، وقدرت مصادر مطلعة حجم الخسائر التى

سوف تجنيها قطر من قطع العلاقات الدبلوماسية معها بنحو 30 مليار دولار، قياسًا على أحجام التبادل التجارى بين الدوحة والدول العربية ، إلى جانب العلاقات الاقتصادية التى سوف تتأثر بشركاء تجاريين واقتصاديين على علاقة بتلك الدول.

 

وحسب كثير من الخبراء فان قطر ستتكبد خسائر اقتصادية فادحة بعد قطع العلاقات، لان قرار القطيعة العربية سينجم عنه إغلاق تلك الدول  لكل المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر، ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة، على الخطوط القطرية والتى تعتبر رافدا اقتصاديا أساسيا لقطر، وتسيير رحلات أطول خاصة إلى أفريقيا، ما يقوض نموذج عملها المعتمد على مسافرى الترانزيت. أما التجارة البرية فستُشل بالكامل، لاقتصار الحدود البرية على الرياض، حيث تعتبر السعودية والإمارات من أهم الشركاء التجاريين لقطر، وتبرز أهمية الدولتين بشكل خاص فى ملف تجارة الغذاء، فبحسب بيانات العام 2015 تأتى الدولتان فى المرتبة الأولى والثانية من حيث الدول المصدرة للمواد الغذائية إلى قطر وبإجمالى 310 ملايين دولار.أما فى تجارة المواشى فتأتى السعودية فى المرتبة الأولى للمصدرين، والإمارات فى الخامسة بإجمالى 416 مليون دولار، وكذلك فى تجارة الخضراوات تأتى الإمارات فى المرتبة الثانية والسعودية فى الرابعة من حيث المصدرين، وبإجمالى 178 مليون دولار سنويا.ومن ناحية تجارة الوقود، تأتى البحرين فى المرتبة الأولى من حيث المصدرين، والإمارات فى المرتبة الثانية وبإجمالى نحو 200 مليون دولار، أما فى المعادن فتأتى الإمارات فى صدارة الدول المصدرة لقطر وبإجمالى سنوى يفوق النصف مليار دولار. ومع توقف التجارة البرية، بات حلم استضافة مونديال 2022 امام عقبة كبيرة مع اعتماد قطر على الحدود البرية السعودية فى استيراد غالبية متطلبات البناء الضخمة التى يحتاجها المشروع.كما يترتب على القرار ايضا وفقا للخبراء الكثير من النتائج أهمها فرض حصار بحرى وجوى على قطر، فالطائرات القطرية لن تستطيع عبور الأجواء المصرية، وأن تحط فى مطارات مصر، وبالتالى ستضطر لتغيير مساراتها، ما سيكلفها ملايين الدولارات كخسائر مترتبة على زيادة زمن الرحلة وزيادة مدة التشغيل وتكاليف الوقود، الأمر الذى يعنى انصراف الركاب عن الخطوط الجوية القطرية، وتوجههم لشركات طيران أجنبية، مما يكبد الخطوط الجوية القطرية خسائر فادحة. يذكر انه  بعد فرض الحظر الجوى على قطر من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر سيصبح منفذ قطر الوحيد إلى أوروبا هو إيران ثم تركيا، وهو ما سيزيد من تكاليف التشغيل وزيادة زمن الرحلة، وينجم عنه أيضاً خسائر جمة للاقتصاد القطرى تقدر بالمليارات.ويأتى هذا الخلاف عقب أسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط. ورغم أن السعودية ليس من غير المحتمل أن تكون اتخذت قرارها دون إعلام الولايات المتحدة وفي السياق دعا وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، الأثنين، الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات بينها، وقال تيلرسون فى سيدنى “بالتأكيد نشجع الاطراف على الجلوس معا ومعالجة هذه الخلافات”، وأضاف “إذا كان هناك أى دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فاعتقد أن المهم لمجلس التعاون الخليجى أن يحافظ على وحدته”.من جهته قال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، الاثنين، إنه يشعر بالأسى للخلاف بين قطر ودول عربية أخرى ودعا للحوار لحل النزاع.وأضاف فى مؤتمر صحفى “نعتبر استقرار منطقة الخليج من وحدتنا وتضامننا، “تطرأ بعض الأمور بين الدول بالطبع لكن الحوار يجب أن يستمر تحت أى ظرف لحل المشكلات سلميا، نشعر بالأسى للوضع الحالى وسنقدم أى مساندة لإعادة الوضع لطبيعته”. وتأتى تلك التطورات فى ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج عقب بث تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى الشهر الماضى قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها، ورغم أن وكالة الأنباء القطرية أصدرت بيانا فى وقت لاحق نفت فيه صحة التصريحات وقالت إن موقعها الإلكترونى تعرض للقرصنة، إلا وسائل الإعلام السعودية والإماراتية شنت هجوما حادا على قطر، ونشرت وكالات الأنباء الرسمية فى تلك الدول تباعا بيانات رسمية عن قطع العلاقات مع الحكومة القطرية.