الدكتور والباحث السوري خيام الزعبي: الشعب الجزائري أول من استجاب لنداء المساعدة

الدكتور والباحث السوري خيام الزعبي: الشعب الجزائري أول من استجاب لنداء المساعدة

يرى الدكتور والباحث السوري خيام الزعبي أن سوريا والجزائر هما الأكثر مسؤولية في إيقاظ الصحوة القومية المنشودة، والحفاظ على ثوابتهما بحكم دورهما التاريخي في صياغة الحل العربي على مدى الحقب والأزمان، وأنهما الأكثر قدرة وجرأة على جذب بل دفع الآخرين نحو الطريق، بعد أن أثبت تاريخ العرب الطويل بأن محور دمشق والجزائر كان وما زال هو الفاعل المؤثر في الإقليم.

وكتب الزعبي مقالا في جريدة “رأي اليوم” اللندنية: “الحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن هناك قوى تتربص لضرب العلاقات السورية الجزائرية وعزل سوريا عن الصف العربي وفي مقدمتها الشقيقة الجزائر لأنها تدرك جيداً خطورة التقارب السوري الجزائري على مصالحهما الحيوية في المنطقة، وإنطلاقاً من ذلك كشف زلزال سورية عن الوجه الحقيقي لأوروبا والغرب عموماً وأثبت للعالم أن الغرب مهتم بالتدمير والحرب أكثر من اعتماده بالتعمير والبناء”.

وتابع موضحا: “لذلك ينظر الشعبان السوري الجزائري إلى هذه العلاقة على أن لها أهميتها وعمقها وحيويتها الآن وفي المستقبل لأنه ليس في مقدورنا أن ننفصل عن تاريخنا وتراثنا وحاضرنا، لكن المفاجأة لن تكون فقط في تمتين العلاقات ما بين سوريا والجزائر، بل ستكون أيضاً في استعادة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية خاصة بعد التغييرات التي شهدتها بعض الدول العربية والتي دعمت تجميد عضوية سورية في الجامعة، بالإضافة إلى ما تمر به تركيا من اضطرابات وتوترات تؤثر بشدة على دورها الإقليمي، أو تدخلها في الشأن السوري”.

وأضاف: “الشعب الجزائري أول من استجاب لنداء المساعدة، وأثناء زيارة الرئيس الأسد لمنطقة بستان القصر التي تضررت من الزلزال، أكد في تصريحات اعلامية لوفد الانقاذ الجزائري على متانة وقوة العلاقات السورية الجزائرية وأن العلاقة بين البلدين مبنية على وقوف سورية إلى جانب الجزائر إبان الثورة التحريرية، ووقوف الجزائر إلى جانب القضايا السورية، وأن “الجزائر في الوجدان” بالنسبة للسوريين. وأضاف ”شعرنا بأن الجزائريين أتوا من قلب سورية لإسعاد السوريين، ولم نشعر بأن هناك أشخاصا قدموا من دولة بعيدة”، ليختم قائلاً: “هذا الشعور الحقيقي والصادق الذي نشعره تجاه كل مواطن جزائري”.

ومضى الدكتور في الثناء على الموقف الجزائري:”دشنت الجزائر جسرين جويين لتقديم المساعدات العاجلة إلى سورية ومواجهة تداعيات الزلزال المدمر هناك، وتحت “حق الأخوة” التي تفرض التضامن مع الشعب السوري اتسعت وتكثفت دائرة التضامن في الجزائر مع المتضررين من الزلزال في سورية وانتقلت من منصات التواصل الاجتماعي إلى مبادرات خيرية لمساعدة المنكوبين، كما وصلت فرق من الهلال الأحمر والدفاع المدني الجزائري إلى سورية يشمل مسعفين وأطباء للمساعدة في عمليات البحث والانقاذ في مدينة حلب، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والمالية.

ويقول الكاتب “المتأمل في علاقات سورية بالجزائر يدرك أن الجزائر هي دوماً الأقرب إلى سورية، والأقدر على فهم ما يجري فيها، إنطلاقاً من تجربتها التاريخية في النضال من أجل التحرر وحماية واستقلالية القرار السياسي والوطني فيها، وإنطلاقاً من ذلك يستمر الجزائريون على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتهم سورية، كون كلا البلدين لهما وزنهما وأهميتهما في المنطقة”.

ب/ص