في مقال نشره الدكتور صالح الشقباوي على موقع “دنيا الوطن” الفلسطيني، أكد أن الجزائر بلد ناضج في ذاته، وهي ليست بحاجة لنصائح أحد، خاصة فرنسا التي هزمت مرتين وإن اختلفت المفاهيم والمبادئ.. والأسس لهاتين الهزيمتين.
وتابع مفسرا: “ففي الهزيمة الكبرى، سحق ثوار الجزائر بدمائهم وأرواحهم الزكية الطاهرة مقولة فرنسا القاتلة القائلة إن الجزائر فرنسية.. وأن الجزائر جزء من الكل الفرنسي، خاصة وأن فرنسا أعدت لها فلسفة إلحاق شاملة على كل الجبهات (الثقافية، السياسية، الاقتصادية، المالية، التعليمية)، ولكن إيمان الذات الكلية الجزائرية بحقها وانتصارها على فرنسا ومشاريع إلحاقها وإلغائها للوجود الجزائري المستقل تحطم على صخور البسالة والتضحيات العظيمة لأبناء الجزائر خاصة الشهداء منهم.. لذا شكل انتصار الثورة الجزائرية لطمة كبرى وهزيمة ماحقة لكل مشاريع وأحلام ومخططات فرنسا الإستعمارية.. أما الهزيمة الفرنسية الثانية وهي قد تعادل الهزيمة الأولى لفرنسا وإن اختلفت في النوع والدرجة تتمثل في ضرب الأساس الإيديولوجي الفرنسي المعاصر في الجزائر.. وإضعاف ثنائية الهيمنة والإلحاق الاقتصادي للجزائر بفرنسا ومنظومتها التربوية.
وأضاف في نفس السياق: “لقد شكلت هذه الضربة.. بل وأسدلت آخر الفصول الفرنسية.. وأسدلت الستار نهائيا على رغبة فرنسا في إغلاق دائرة الجزائر الجغرافية كمنطقة نفوذ… استراتيجية في منطقة الشمال الإفريقي.. مما أجبر فرنسا أن تجر ذيول هزيمتها واندحارها ثانية لتخرج من المشهد الجزائري خاوية اليدين بعد أن ضربت مصالحها الاستراتيجية”.
وختم الدكتور الفلسطيني مقاله كاتبا “لذا فقد حركت البعض من أذنابها الأوروبيين ..ليدلوا بدلوهم ويتدخلوا في الشأن الجزائري.. لكن هيهات هيهات ففي الجزائر عقول تسبق العقل في صناعة أفكاره.. بل وتسيطر سايكولوجيا على مسار الفكرة وتجيرها لصالح الجزائر.. لذا لا خوف على الجزائر.. بل عليكم أن تخافوا من الجزائر”.
ب/ص