أنجز الدكتور بريك الله حبيب مؤخرا ثلاثة مؤلفات ذات تخصصات مختلفة ومتنوعة.
ويقول الدكتور في هذا الشأن:”جاءت هذه المؤلفات من باب الاعتناء بتراث علمائنا الأجلاء في استرجاع تراثهم والعمل على تحقيقه ودراسته وإخراجه إلى عالم المطبوع”.
وأضاف: “تأتي هذه الأعمال العلمية تثمينا لجهود رجال حرصوا على بث روح العلم والمعرفة بين أطياف المجتمعات العربية والإسلامية .وأول هذه الأعمال “أرجوزة في الأدوية والأغدية لصاحبها العلامة أحمد بن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني، هذا المؤلف جديد في ميدانه ومفيد للباحثين في الطب والأغدية، وقد ألفه وهو في سن الأربعين سنة 780 ه لما رأى أنه من الضروري أن يؤلف في علم الطب والاغدية ما يعود بالنفع على الأمة الإسلامية وبالخصوص على الأمة الجزائرية .وأن الحديث عن فن الطب وعلوم التغذية في زمن ابن قنفذ له من الأهمية.
أما عن الكتاب الثاني وهو مخطوط عثرت على نسخة منه في مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الانسانية بالدار البيضاء المغربية، ويعتبر من بين المخطوطات التي يجب أن تلفت عناية الباحثين في التراث الجزائري، حيث اهتم صاحبه ببعض الجزئيات في علوم القرآن والحديث النبوي والفقه، والتي رأى أنه من الضروري أن يتضح مغزاها ويعلم مكمنها وتعم فائدتها وعمد إلى شرح الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وتطرق إلى كل ما يتعلق بقضايا وأحكام الجهاد في الدين الإسلامي وصاحبه عالم من علماء الجزائر وهو محمد بن أحمد القسنطيني .
وقد رأيت، يقول الدكتور بريك الله حبيب، أنه من الضروري أن يحظى هذا المخطوط بنوع من الاهتمام ولو بإخراج نصه ولم لا بتحقيقه ونشره لتعم الفائدة.
وبخصوص الكتاب الثالث فهو عبارة عن رسالة موجزة في علوم القرآن لصاحبها العلامة ابي عبد الله محمد بن احمد السملالي من ذرية الولي الصالح سيد اعمر بن موسى السوسي في ظاهرة الحذف في القرآن الكريم، ويوجد منها ثلاث قصائد مختلفة تسمى بالجنكية منها ماهو محقق ومنها ما لم يحقق بعد وعنوان الكتاب هو “الحسنية في شرح الجكانية”، حيث أن هذا المؤلف خاص ببيان قواعد الحذف في القرآن الكريم وما يتعلق بها من أحكام، وقد ذكر في شرحه أبياتا من منظومة العلامة ابي عبد الله محمد بن احمد السملالي رحمه الله، بعد أن حمد الله تعالى وأثنى على نبيه قصة بديعة ثم أتى على ذكر بعض فضائل القرآن محذوفة الأسانيد تعظيما لكلام رب العالمين، ثم انتقل إلى باب الحذف وبعدها دخل مباشرة في الشرح، حيث كان يأتي ببيتين ثم يشرحهما شرحا موفيا بالاعتماد على الذكر الحكيم وبعض الأحاديث الشريفة التي تصب في تلكم الجزئية المراد شرحها ويرفقهما بأقوال بعض العلماء كالعلامة الأموي والعلامة عياض وصاحب كتاب مورد الظمآن العلامة الخراز وغيرهم، فكان بذلك شرحا وافيا وموجزا.
حاء/ ع
