يحتفل الطفل الجزائري خلال شهر جوان من كل سنة بعيده العالمي في الفاتح جوان على غرار كل أطفال العالم، وأيضا بيوم الطفل الإفريقي، حيث برمجت عدة احتفالات تخلد المناسبتين.
وللحديث عن هاتين المناسبتين وأيضا عن واقع الطفولة في الجزائر والمقروئية عند الطفل الجزائري وأمور ذات صلة تحدثت الأستاذة المختصة في أدب الطفل فتيحة شفيري لـ” الموعد اليومي” في هذا الحوار.
يحتفل الطفل الجزائري خلال هذا الشهر جوان، بمناسبتين تهم هذه الفئة، الأولى في الفاتح جوان اليوم العالمي للطفولة والثاني في 16 جوان يوم الطفل الإفريقي، ماذا تقولين عن هاتين المناسبتين؟
الطفل هو روح الحياة وركيزتها، به تبنى الأمم وحضاراتها، لذا يجب بناء شخصيته بناء سليما، أرضيته الهوية الأصلانية وركائزها من دين ولغة ووطن والطفل اليوم خاصة العربي والإفريقي بعيد عن هذه الهوية، ليعيش اغترابا نفسيا متواصلا، دون أن يسعى الكبار لإعادة ترميم جسر الهوية هذا، ليعود الطفل إلى سكته الروحية سالما غانما والاحتفال بعيد الطفولة العالمي والإفريقي من الأهمية بمكان، لهذا يعني أن الدول تعي بأهمية هذا الطفل وأهميته في بناء حضارته، فهذه الدول تسعى لبناء مكانة هذا الطفل وتعزيزها بنشر العلم وبناء فضاءاته، منع المتاجرة بأحلامه ووجوده، بل هي توفر ما استطاعت من وسائل مادية ومعنوية لتعزيز ثقته بنفسه.
مارأيك في البرامج التلفزيونية المقدمة للطفل عبر مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية؟
للأسف الشديد هي قليلة بل نادرة، وإن وجدت فالقائمون عليها غير واعين بأهمية بناء شخصية الطفل، بل يتجاوزونها لبناء كسب مالي لا أكثر ولا أقل وعلى الرغم من ذلك فهناك برامج توعوية جيدة في طرح مواضيعها واختيار إشكالياتها. ما أتمناه هو أن تتكاثف الجهود لتعزيز مكانة الطفل من خلال تكريس ثقافة الاهتمام بهذا الطرف الهام، في المدرسة والمجتمع وفضاءات تعليمية مختلفة ومن خلال تكثيف برامج خاصة به خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ما تقييمك لواقع الطفل في الجزائر، خاصة في ظل اهتمامه المفرط في استعمال الأنترنت للقيام بواجباته المدرسية؟
تظل وتبقى الأنترنت سلاحا ذو حدين، من جهة هي توسع مدارك الطفل العلمية والثقافية، ولكنها من جهة أخرى تفتح له المجال لتبني خطاب الكراهية والعنصرية والاستعلاء ضد من يخالفه فكرا وعقيدة وهنا يقوم دور الأولياء بمراقبة أطفالهم مراقبة غير مشددة، مؤسسين معه علاقة صداقة تسمح لهم بالتقرب من طفلهم وبناء شخصيته كما يجب أن تكون.
كانت لك عدة كتابات خصصت للطفل، ماذا تقولين عنها؟
أدرس أدب الطفل بقسم اللغة العربية ببودواو، جامعة امحمد بوقرة، بومرداس، كما لي مقالات عديدة عن الجهود الإبداعية والنقدية العربية والجزائرية. أسعى من خلال كل ما قدمته، إلى تعزيز مكانة هذا الطفل، وتقريب كل من يكتب عنه للمتلقي الصغير والكبير على حد سواء ولاستقطاب طلاب الجامعات لجهود من كتب وأبدع عن الطفل، من أجل إنجاز بحوث أكاديمية عن هذه الجهود.
ماذا ينقص الطفل الجزائري، خاصة في ظل الجزائر الجديدة؟
الذي ينقص طفلنا الجزائري، أن نغرس فيه حب الوطن وضرورة الدفاع عنه وعدم التقليل من قيمته، وأن نعلمه أنه دون وطنه لا يساوي شيئا، ولا ننسى تعزيز صلته بلغته العربية من خلال تقريبه من دينه.
ماذا تقولين عن الكتابات الموجهة للطفل؟
في وقت مضى عرفت الكتابة للطفل انتعاشا ملحوظا، كثرت الأقلام الإبداعية ورافقتها الأقلام النقدية، لكن سرعان ما تراجع صدى هذه الكتابات لاعتبارات مادية، فالكتاب لا يجنون أموالا من الإبداع للطفل، ليتوجهوا مرة أخرى للكبير، يكتبون له الرواية على وجه الخصوص، ويقدم النقاد بالموازة قراءاتهم النقدية لهذا المنحز الروائي أو ذاك.
كيف تقيّمين واقع المقروئية عند الطفل الجزائري؟
أتذكر عندما كنت صغيرة كم كنت عاشقة للقراءة، انتظر عطلة الصيف لأطالع أكثر من قصة، لكن طفل اليوم ومع اكتسابه الثقافة السهلة عبر الأنترنت، استصغر القراءة لتتراجع المقروئية تراجعا ينذر بالخطر، خطر الفراغ الثقافي، واللافكر، والغيبوبة الوجودية. يجب أن نخرج من متاهة التكاسل والاستسهلال، ونصنع بمعية الطفل عالما جميلا أرضيته التواصل الهوياتي الأصيل.
حاورتها: حاء.ع


