الدكتورة آسيا موساوي: واقع نشر الكتاب في العالم العربي ليس على ما يرام

الدكتورة آسيا موساوي: واقع نشر الكتاب في العالم العربي ليس على ما يرام

أكدت الدكتورة آسيا موساوي مديرة “منشورات الاختلاف” ومنشورات “حكايا” لكتب الأطفال والناشئة في الجزائر، أن واقع نشر الكتاب في العالم العربي ليس على ما يرام، فهناك مشكلات كثيرة ربما تتضافر للتخلص من هذه المهنة التي دخلها الكثير من المتطفلين.

وأوضحت موساوي في تصريح للجزيرة نت، أن أهم المشاكل الخاصة بهذه الصناعة تتلخص في تراجع الاهتمام بالقراءة، وعدم الاهتمام بالكتاب كأهم مصدر من مصادر المعرفة، والاعتماد على ثقافة العناوين والثقافة الاستهلاكية دون التعمق، وتفشي القرصنة الإلكترونية أو الورقية مما يهدد صناعة الكتاب في أغلب الدول العربية.

وانتقدت عدم تعامل الحكومات العربية بالشكل الأمثل مع قضية القرصنة الإلكترونية، مما جعل الناشر العربي يتردد ألف مرة قبل قيامه بعملية النشر، مؤكدة أن الرقابة وضعف انتقال الكتاب من مكان إلى آخر جعل الناشر يعتمد في الأغلب على المعارض فقط.

ولفتت إلى أن المعارض مهمتها تبادل الخبرات والتجارب وعقد اتفاقات، وليست البيع والتقاء القارئ بالكاتب، فقد تحولت المعارض إلى طريقة رئيسة للتوزيع وبيع الكتب، مضيفة أن الرقابة وتعقيد إجراءات تصدير الكتاب من بلد إلى آخر، فضلا عن ارتفاع أسعار الورق والشحن عالميا وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطن في الكثير من البلدان العربية، كل ذلك من التحديات التي تواجه صناعة النشر.

ورأت موساوي أن حل هذه المشكلات يرتبط بوجود إرادة سياسية لدى الحكومات العربية المختلفة، مما يساعد في النهوض بهذا القطاع من جديد.

وتواجه صناعة الكتاب في الوطن العربي صعوبات كثيرة وخاصة في السنوات العشر الأخيرة، وذلك بفعل عمليات التزوير والسرقة والقرصنة الإلكترونية.

كما أدى انتشار فيروس كورونا إلى عزوف عدد كبير من الناشرين وتفضيلهم عدم المجازفة أو المغامرة بطباعة إصدارات جديدة يمكن ألا تصل إلى أيدي القارئ، بعد إلغاء عدد من المعارض الدولية للكتاب التي كانت المنصة الأساسية لبيع إصداراتهم الأدبية.

وكشفت دراسة لاتحاد الناشرين العرب عام 2021 عن حالة النشر بالمنطقة العربية في السنوات من 2015 إلى 2019، مدى معاناة الناشرين من التزوير والقرصنة، حيث تفاقمت هذه الظاهرة وأصبحت كارثة تدمر صناعة النشر العربي، واضطر العديد من الناشرين إما إلى تخفيض عدد الإصدارات السنوية أو تخفيض عدد العاملين في دار النشر، أو التوقف بصورة مؤقتة.

وكان معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته 31 المقام وسط إجراءات احترازية من انتشار كوفيد-19، بمثابة فرصة للقاء عدد من الناشرين العرب من أجل التعرف والوقوف على آرائهم للنهوض بصناعة النشر وآليات إصلاحها.

ب/ص