الدعوات المستجابة في القرآن الكريم

الدعوات المستجابة في القرآن الكريم

مِن أعظم الدَّعوات تلك الدعوات التي ذُكرتْ في القرآن الكريم، وقد ذَكر نماذج من ذلك مع بيانٍ مختصر لمعانيها، وهي:

– رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ: وهي مِن الأدعية القرآنيَّة الجامعة؛ فقد جمَعتْ كلَّ خيرٍ في الدنيا، وصرَفتْ كلَّ شر؛ فإنَّ الحسَنة في الدنيا تشمل كلَّ مَطلوب دنيوي؛ من عافيةٍ، ودارٍ رحبة، وزوجةٍ حسنة، ورزقٍ واسع، وعِلم نافع، وعملٍ صالح، ومركب هيِّن، وثناء جميل. وأمَّا الحسنة في الآخرة، فأعلى ذلك دخولُ الجنَّة، وتيسيرُ الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

– إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ: مِن كلمات مَقام الصَّبر والرِّضا، وهي كلمة عَظيمة، تعني: العبوديَّةَ المطلقة لله، والتفويض الكامِل له سبحانه. وتعني: التسلية عَن المصائب لا التحسُّر، وإذا قالها المُصاب، كانت له حِصنًا مِن الوقوع في عدَم الرِّضا، ومنجاة من الاعتراض على القدَر.

– حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ : وهي مِن كلمات مَقام التوكُّل، وتعني: الله يَكفينا، وهي تحقِّق مَعنى التوكُّل على الله في القَلب، وهي نافعة في دَفْع الخوف، والأذى، والهموم. قال تعالى ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ” آل عمران: 173.

– رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي: وهي تَنفع لدَفع الضِّيق، وانشراحِ الصَّدر، وتيسيرِ الأمور والمهام الصعبة. فهي مِن دعوات موسى عليه السلام عند حَمْل الرسالة الإلهية.

– لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ: كلمة التهليل والتسبيح والاعتراف. وهي دعوة يونس عليه السلام ” فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ” الأنبياء: 87. فنجَّاه اللهُ سبحانه من الغَمِّ، وهي دعوةُ مباركة لكلِّ المؤمنين.

– رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ: دعوة عَظيمة مُستجابة؛ فقد دعا بها الكليمُ عليه السَّلام بعد أن فقَد الأهلَ والمالَ والوطن، فعوَّضه الله خيرَ العوض، ثمَّ ردَّه إلى بلده سالمًا.

قال ابن عاشور: “هي جملة جامِعة للشكر والثناء والدعاء، وقد رزَق الله بها موسى الزَّوجةَ والسَّكَن والعمل”.                                            الدكتور مسلم اليوسف