الدراما الجزائرية تثبت حضورها في الموسم الرمضاني.. انتعاشة كبيرة

الدراما الجزائرية تثبت حضورها في الموسم الرمضاني.. انتعاشة كبيرة

رمضان 2024 ليس كسابقيه فنياً وثقافياً في الجزائر، بعد أن خرجت الأعمال الدرامية من الدائرة المحلية إلى الفضاء العربي، وهي التي تعد فتية مقارنة بنظيرتها المصرية والسورية وحتى الخليجية، مما فتح الباب واسعاً لطرح تساؤلات وإثارة إشكاليات حول هذه النقلة التي يبدو أنها تمهد لعهد جديد من الصناعة السينمائية والدراما التلفزيونية الجزائرية.

ويعرف الموسم الرمضاني في الجزائر انتعاشة كبيرة من حيث الدراما التي حققت الاكتفاء بالنسبة للمشاهد الذي وجد نفسه أمام تخمة فنية ثقافية، ومع استحواذ الأعمال المحلية على حصة الأسد من اهتمام المواطنين، تدحرجت العربية إلى المرتبة الثانية، وهي التي سيطرت على الشاشة الرمضانية لسنوات طويلة، لكن لم تبقَ الدراما الجزائرية حبيسة المحلية، بل انتقلت هذه السنة إلى الشاشة العربية في تحول مفاجئ شغل مختلف مجالس الفن والثقافة والسينما.

ودخلت الدراما الجزائرية الوطن العربي، خلال رمضان الجاري، من خلال مسلسل “الرهان” للمخرج المصري محمد كامل، سيناريو وبطولة الجزائري عبد القادر جريو، وذلك بعرضه على ثلاث قنوات عربية، إذ سيتمكن العراقيون والمصريون والسوريون من مشاهدة العمل باللهجة السورية أو المصرية أو الجزائرية، كما سيوجد العمل باللهجة الجزائرية على منصتين إلكترونيتين، ويتعلق الأمر بمنصتي “شاهد” و”مرايا”.

وترى المهتمة بالصناعة الثقافية فاطمة الزهراء نازف أن الواقع الجديد للدراما الجزائرية بشائر خير للسينما والصناعة الثقافية، على اعتبار أن هذا الظهور سيروج للثقافة الجزائرية في الفضاء العربي، وهي مسؤولية وتحدٍ على عاتق هذه المسلسلات والأفلام من قصة وسيناريو وإخراج وتمثيل، من أجل إظهار صورة الجزائر عربياً.

وقالت نازف إن السينما الجزائرية تخبطت كثيراً فيما مضى بسبب العشرية السوداء، ومن أجل العودة إلى الساحة كان من الضروري الانطلاق من جديد، وهو ما تحقق مع الازدهار الفني والإبداع الذي يقدمه الجيل الجديد، وكذا المخضرم للساحة المحلية ثم انتقاله إلى الشاشة العربية، مشيرة إلى أن هذه النقلة لم تأتِ صدفة، وإنما لأنها تستجيب للمعايير الدولية.

وتواصل نازف أن لكل صناعة باختلافاتها، لديها معايير وشروط في كل بلد مستقبل لها، إذ أحياناً ما يتم تقديمه لبلد ما لا يتقبله آخر، بالتالي يجب مراعاة الشروط على حسب القناة التلفزيونية كما هو الأمر مع الخط الافتتاحي لكل وسيلة إعلامية، وكما هو الحال مع عمليات الاستيراد والتصدير وغيرها من العمليات، لكن لا يكون على حساب الطابع الإبداعي، وألا يمس بمعايير البلد المصدر، وهنا يتم الأمر من خلال اتفاقية بين مؤسستين أو شخصين، يضعان شروطهما ويتفقان على ما يجب وما لا يجب.

من جانبه، يرى الممثل المسرحي عبد القادر بن عمر، في تصريح لـ “اندبندنت عربية”، أن الدراما لم تعد مجرد مسلسلات للتسلية والترفيه فقط في شهر رمضان أو طوال السنة، بل هي قوة ناعمة تعبر عن مجتمع وآرائه وسياسة بلاده وتعكس تاريخه وهويته، وقال إن على الدولة أن تدرك ذلك وتستثمر في هذا الجانب، إذ يمكن لعمل تلفزي أو مسرحي أو سينمائي واحد أن يقوم بما لا تستطيع القيام به كثير من الهيئات، مشدداً على ألا تعكس الأعمال الدرامية الواقع الجزائري فقط، بل أيضاً تقدم النموذج الإيجابي للجزائر.

ويتابع بن عمر، منتقداً بعض الأعمال الدرامية، أن الجزائر ليست صراعات فقط ومخدرات، فالأحياء الشعبية أيضاً قيم وأخلاق ومبادئ وتضامن وتكافل اجتماعي ووعي وطني وتاريخ مجيد وطويل من النضال، وما الدراما إلا نقل للواقع بطريقة فنية دون مبالغة في جانبي المعادلة بين الإيجابي والسلبي، موضحاً أن الدراما الجزائرية لا تزال في خطواتها الأولى عربياً لكنها تسير في ثبات، ويبدو أن القادم فيه خيراً كثيراً في ظل تنوع الأعمال وتعددها، واستمرار المنافسة التي تعد عاملاً أساساً لتحسين جودة الأعمال، وتفرض تقديم الأفضل.

ب\ص