كانت التظاهرة الثقافية “الدخول الثقافي” التي أقيمت بجل مدن الوطن منذ 26 سبتمبر، بمثابة فرصة سانحة لإحداث القطيعة مع جمود النشاطات الثقافية في إطار مكافحة فيروس كورونا، حيث سطر برنامج يتمحور حول اللقاءات والمحاضرات والمعارض، دون اقامة فنون العرض والنشاطات الموجهة للجمهور العريض.
و في العاصمة، شهدت هذه التظاهرة تنظيم عديد اللقاءات حول مواضيع، كالإنتاج المسرحي منذ سنة 1962، ولقاءات أدبية مختلفة والفلسفة أو كتابة التاريخ بالمكتبة الوطنية، علاوة على عروض فنون تشكيلية.
وعلى مدار قرابة أسبوعين، كان المعرض الجماعي “نسيم الفن” والذي يضم أعمال من إنجاز نحو ثلاثين رساما ونحّاتا، مفتوحا أمام الجمهور بأروقة باية بقصر الثقافة مفدي زكرياء، في حين كان كل من الفنان التشكيلي محمد مباركي والمصور رفيق زايدي يعرضان أعمالهما بفيلا “دار عبد اللطيف”.
وكان المؤلفون والشعراء الشباب في قلب هذا البرنامج، على غرار القصاصين المحترفين ومنشطي المقاهي الأدبية ونوادي القراءة الذين عقدوا لقاءً مع وزيرة الثقافة والفنون.
كما أدرج هذا الحدث وقفة لاستذكار الكاتب محمد ديب بمناسبة مئوية ميلاده، من خلال لقاء خصص لمشواره وعرض لأعماله.
وما عدا مراسم الافتتاح والاختتام الرسمية، لم تحو هذه التظاهرة أي حفل موسيقي أو عرض مسرحي أو عرض سينمائي، وهي مجالات موجهة بالخصوص لجمهور عريض، لكنها تعرف توقفا منذ أزيد من ستة أشهر.
العديد من متتبعي الساحة الثقافية الجزائرية والفاعلين يتساءلون عن النصيب “شبه المعدوم” لفنون العرض التي تظل عاملا مهما لأجل ضمان توافد كبير للجمهور.
وكانت النشاطات المبرمجة على مستوى المكتبة الوطنية موجهة في الواقع لجمهور محدود من مبتدئين، بينما لا تستقطب العروض الثلاثة إلا عددا جدا محتشما من الزوار بسبب انعدام الترويج.
كما تأثر هذا البرنامج من عديد التغييرات والإلغاءات التي طرأت، باستثناء برنامج محاضرات المسرح الوطني الجزائر والمسارح الجهوية.
غير أن العديد من مؤسسات قطاع الثقافة، على غرار المسارح وقاعات السينما والعروض، تواصل برامجها الافتراضية التي شرع فيها منذ شهر مارس الأخير، دون أن تفكر في استئناف فعلي لنشاطاتها التي تظل متوقفة بفعل إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.
وتبقى المتاحف وأروقة الفن والمكتبات العمومية في الوقت الراهن، الفضاءات الوحيدة المرخص لها لفتح أبوابها مع تبني بروتوكول صحي صارم.
ب/ص