يقول المختصون في العلاقات الأسرية إن الخيانة تجربة شخصية مؤلمة للغاية، تحدث عندما ينتهك شريكك ثقتك فجأةً، علما أن معالجة هذا النوع من الصدمات يكون معقداً وقد يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للشخص، على أن إدراك المراحل المختلفة للخيانة يمكن أن يساعد الشخص على استيعاب الموقف وفهم المشهد العاطفي وامتصاص صدمة الخيانة إلى حدّ كبير.
مراحل رئيسية لصدمة الخيانة
يقول المختصون إنه يوجد سبع مراحل رئيسية تمر بها المرأة بعد صدمة الخيانة، وهو ما سنذكره فيما يلي:
مرحلة الصدمة
تعد هذه المرحلة من أشد مراحل الخيانة ألماً والتي تمر بها المرأة عندما تكتشف خيانة زوجها، حيث تؤخذ على حين غرّة فلم تكن متوقعة الغدر من أقرب الأقربين، وهذه المرحلة تكون مرتبطة بالمرحلة التالية، حيث تشعر الزوجة المخدوعة بالغدر العاطفي، وتجد نفسها غير قادرة على استيعاب الحدث أو التفاعل معه بشكل طبيعي.
مرحلة الإنكار
هذه المرحلة هي عدم تصديق ما حدث حيث يُكافح العقل لاستيعاب هول ما حدث، فيلجأ لحيلة الإنكار وهي آلية دفاع نفسية تحمي الشخص مؤقتاً من الألم الشديد. بدلاً من معالجة الخيانة فوراً، قد يحاول الفرد إقناع نفسه بأنها لم تحدث أو التقليل من تأثيرها.
مرحلة المساومة
خلال مرحلة المساومة، قد يحاول الشخص غالباً استعادة السيطرة من خلال البحث عن حلول أو محاولة “التراجع” عن الخيانة في ذهنه. قد يتفاوض مع نفسه، أو مع الخائن، أو حتى مع قوة عليا يمكنها التأثير في الزوج الخائن على أمل استعادة ما فُقد أو منع المزيد من الضرر. غالباً ما تتميز هذه المرحلة بمحاولات التفاوض والتبرير، وفي هذه المرحلة تتداخل مشاعر اليأس والأمل والإنكار.
مرحلة الغضب
تبدأ هذه المرحلة بعد أن تدرك الزوجة المخدوعة تماماً بوعي أنه تم خيانتها، فتبدأ بالتعبير عن غضبها وألمها. قد تستمر هذه المرحلة لأسابيع أو أشهر، وقد تكون مؤلمة للغاية. تفكر بعض الزوجات اللواتي تعرضن للخيانة “لو كنتُ قد انتبهتُ أكثر، لما حدث هذا”، فيلقين باللوم على أنفسهن، وفي هذه المرحلة تشعر الزوجة بالإحباط والانفعال وفقدان السيطرة.
مرحلة الحزن والعزلة
بمجرد أن يتلاشى الغضب، يتبعه عادةً شعور عميق بالحزن. في هذه المرحلة، يبدأ ثقل الخيانة بالتراكم. قد تبدأ الزوجة المخدوعة في الشعور بالحزن العميق ليس فقط على فعل الخيانة ذاته بل على فقدان الثقة، أو على العلاقة كما عرفتها سابقاً، مما يكرس لديها الشعور باليأس ويزيد من رغبتها في الوحدة.
مرحلة الاكتئاب
غالباً ما يكون الاكتئاب امتداداً أعمق لمرحلة الحزن، قد تثير هذه المرحلة شعوراً بالفراغ أو الخمول، حيث تشعر الزوجة بأن الحياة فقدت معناها والشفاء من هذا الألم بعيد المنال. يعكس الاكتئاب في هذا السياق حالةً عاطفية حرجة، وقد يصاحبه شعور بالذنب أو الخجل. حتى أن بعض الشركاء الذين تعرضوا للخيانة قد يلومون أنفسهم على سلوك شريكهم، على أن الاكتئاب غالباً ما يتضمن مشاعر مستمرة من اليأس وانعدام القيمة والحزن.
مرحلة القبول ثم التعافي
المرحلة الأخيرة هي القبول، حيث تبدأ الزوجة المخدوعة في الشعور بالسلام والهدوء والتمكين والتفاؤل المُتجدّد. تميل الثقة في إدارة العلاقات المستقبلية إلى النمو، وغالباً ما تبدأ الزوجة في استعادة شعورها بالتوازن في حياتها على أن هذا لا يعني نسيان الخيانة أو تبريرها، بل يعني أن الزوجة بدأت تتعلم كيفية التعايش مع الواقع المؤلم من دون السماح له بأن يؤثر أكثر من ذلك على حياتها.