الخيار الذي لا بديل له، بسبب منع النقل بجميع أنواعه , “الكلونديستان” وتطبيقات النقل.. الحل الوحيد

elmaouid

بعد منع السلطة الجزائرية لحركة النقل الخاص والعام، وتوقيف كلّ وسائل النقل بمختلف أنواعها سواء داخل المدن أو ما بين الولايات، ضمن تدابير الحجر الصحّي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وجد المواطن نفسه مضطرًّا لاستخدام “الكلونديستان” أو اللجوء إلى الاتصال بالتطبيقات الإلكترونية الخاصة بالنقل.

وجد بعض المواطنين في الأزمة الصحّية وإجراءات الحجر الصحي بما فيها توقيف  وسائل النقل فرصة ثمينة للعمل ونقل الزبائن لقضاء حوائجهم داخل المدن الكبرى، بما يدر عليهم مداخيل كبيرة، يقول كمال إن تطبيق حظر التجوال في الجزائر قبل الثالثة ظهرًا، وقبلها إيقاف وسائل النقل، دفعا بالكثيرين ممن لا يملكون سيارات شخصية، إلى اللجوء لخدمات هؤلاء السائقين لنقلهم لكن “مصائب قوم عند قوم فوائد” كما قال.

 

مغامرة غير محسوبة العواقب

أحدثت إجراءات توقيف النّقل في الجزائر خلال الفترة الحالية، بعد إقرار تدابير الحجر الصحّي من طرف الحكومة، صداعًا كبيرًا في رأس المواطن البسيط، خصوصًا بالنسبة للأجراء من متوسّطي الدخل، وللمواطن العادي الذي يحتاج إلى التنقل في الفترات المتاحة له لقضاء حاجة ملحة وضرورية وطارئة، غير أن نشاط أصحاب السيارات السياحية في هذا الظرف، يعدّ مغامرة غير محسوبة العواقب، إذ أنّهم بحكم عملهم مضطرون للتعامل مع عدّة زبائن، وهو ما يزيد من خطر إصابتهم بالعدوى ونقلها أيضًا إلى عائلاتهم.

 

الخيار الذي لا بديل له

قبل الحجر الصحّي بسبب وباء كورونا، لاقت تطبيقات إلكترونية مثل تطبيق “وصلني” و”يسير” و”تم تم” انتشارًا واسعًا، لكنها باتت اليوم “حلًا لا مفرّ منه في هذه الأزمة التي تمر بها الجزائر” تقول الآنسة هدى تعمل في بني مسوس بالعاصمة، إنها كانت تستقل يوميًا ثلاثة خطوط للنقل العمومي لتصل إلى المستشفى في الأيّام العادية، غير أن الظرف الحالي جعلها تلجأ إلى سيارات النقل الإلكتروني، التي تتصل بها عن طريق تطبيق “يسير”، وهي السيارات التي برزت الأشهر الأخيرة وأخذت حظها من سوق النقل الخاص في الجزائر، إذ تقول هنا: “أصرف يوميا ما يعادل 800 دينار جزائري للوصول إلى العمل واعتبرتها وسيلة نافعة ولكنها مهلكة للجيب”.

 

ظروف طارئة وأسعار غالية

ورغم أن الوضع الصحي الراهن مرتبط بفيروس كورونا إلا أنه لا يمكن إغفال أن الآلاف من الجزائريين، ممن تضطرهم الظروف الصحيّة الصعبة إلى التنقل اليومي للمستشفيات وللمراكز الصحيّة لأخذ علاجات خاصّة، مثل مرضى تصفية الدم، ومرضى السرطان الذين يحتاجون إلى جرعات العلاج الكيميائي، وغيرهم من المرضى في حالة خطيرة، خاصّة وأن بعض المؤسسات الصحية أغلقت مصالحها جميعًا وتركت فقط مصلحة الولادات والجراحة، وهو ما  بات مرهقا للكثيرين، بين استخدام “الكلونديستان” أو سيارات يتم تأجيرها باستخدام تطبيقات هاتفية، خصوصًا ممن لا يمتلكون وسيلة تنقل في الحالات الضرورية والطارئة.

 

تصرفات وقائية و”ربي يستر”

كثيرون يتخوفون من إجراءات السلامة الصحيّة باللجوء إلى استخدام هذه السيارات التي تتعامل يوميًا مع العشرات، دونما معرفة مخاطر ذلك، وهل هي محمية من حيث النظافة والتعقيم؟، يتساءل أحد مستخدمي هذه السيارات بتطبيق “يسير”، إذ يلجأ لها مكرهًا، لكنه تعوّد على الركوب بعد تعقيم مقبض السيّارة وفتح النافذة، وبعد عودته مباشرة إلى البيت، يأخذ حمامًا ساخنًا مع الحفاظ على غسل اليدين كل ساعتين.

في غياب قانون يحمي الزبائن، يشدّد بعض أصحاب السيارات الذين يشتغلون “كلونديستان” في فترة ما قبل حظر التجوّل، على تعقيم مركباتهم، وارتداء قناع واقٍ وتعقيم دوري لليدين، لافتين إلى أنها مصدر دخلهم الوحيد، في مقابل ارتفاع الأسعار وتدنّي القدرة الشرائية في البلد.

 

“الكلونديستان” مصلحة في مواجهة الخطر

وجد الناقلون أنفسهم في وضعية المستفيد الأوّل والمحتكِر الوحيد لنشاط النقل في الجزائر، في ظلّ الوضع الراهن وعقب التدابير التي فرضتها السّلطات، وتسليطها الضوء على مكافحة فيروس كورونا، وفي الوقت نفسه، يكلّف المواطنين الذين هم في حاجة ضرورية للتنقّل أعباء مالية جديدة، خاصّة وأن السلطة لم تترك لهم خيارًا آخرا.

لمياء.ب