الخطبة.. مفهومها وضوابطها 

الخطبة.. مفهومها وضوابطها 

الخطبة هي الفترة الزمنية الني تسبق عقد الزواج وقد شرعها الله تعالى لتحقيق التعارف بين الطرفين لتجنب الفسق والخداع، فيستطيع كلا الخاطبين أن يعرف على آخر ويتعرف على فكره وطبائعه وسلوكياته حتى يكون الإقدام على الزواج على هدى وبصيرة. قال تعالى “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ” البقرة: 235. هناك العديد من الضوابط الشرعية التي لابد من مراعاتها في فترة الخطبة حتى تكون الخطبة صحيحة ومباركة، ولعل أهمها:

– إشهار الخطوبة: يجب على الأهل أن يقوما بإشهار الخطوبة بين الأهل والمعارف والجيران حتى يشهر الأمر فلا يتقدم خاطب آخر للخطبة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ” متفق عليه.

– الخلوة: ومن محظورات الخطبة أنه لا يجوز أن يكون هناك خلوة بين الخاطبين، وإنما يمكن أن يجلسا في بيت الفتاة مع وجود محرم للتعارف والتحدث في أمور تهمها كترتيب العرس ومستقبل الخاطبين. عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يخلون رجل وبامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ” رواه الترمذي وقال عنه الألباني حديث صحيح.

– اللباس: يجب على المخطوبة أن تلتزم باللباس الشرعي التام لأن الخطبة ليست زواجا بل هي مجرد وعد بالزواج قد يتم وقد لا يتم. والخطبة لا تحلل أي شيء للخاطبين إلا التكلم مع بعضهما في أمور الزواج وترتيبه بوجود المحرم فلا يجوز للخاطبين أن يدور بينهما من كلام إلا قولا معروفا حسنا طيبا قال تعالى ” ولكن لا تواعدوهن سرًّا إلا أن تقولوا قولا معروفا ” سورة البقرة الآية 235.

 

الدكتور مسلم اليوسف