واصل المنتخب الوطني عروضه الطيبة بأمم إفريقيا، منذ انطلاق منافسات الكان، بعبور عقبة غينيا في الدور ثمن النهائي، تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، بالانتصار بثلاثية نظيفة. وفرض محاربو الصحراء أسلوبهم منذ بداية اللقاء على غينيا بفضل الأداء الجماعي، والشراسة الهجومية والانضباط التكتيكي في أرض الملعب من الجميع.
ولعب بلماضي بطريقة 4-3-3، بالاعتماد على رايس مبولحي في حراسة المرمى، وفي الخط الخلفي الرباعي يوسف عطال وبن سبعيني وعيسى ماندي وجمال بلعامري.
وفي وسط الملعب قديورة وبن ناصر وفيغولي، وفي الأمام الثلاثي المرعب بغداد بونجاح ورياض محرز ويوسف بلايلي.
واعتمد “الخضر” على طريقتين للهجوم والوصول لمناطق الخطورة في غينيا وذلك باستعمال الكرات الطولية المباشرة من الدفاع ووسط الملعب استغلالا لقوة بغداد بونجاح ويوسف بلايلي، وقدرة لاعبي الوسط والأجنحة على استخلاص الكرة الثانية دائما، وشن الهجمات على المنافس وهو ما تحقق خاصة من بونجاح.
ونوّع المنتخب الوطني هجومه بين الكرات الطولية وبين استغلال الجبهتين اليمنى واليسرى للوصول لمرمى المنافس، خاصة الجبهة اليمنى التي لعب فيها النشيط جدا يوسف عطال صاحب المهارة العالية والسرعة وخفة الحركة، وأمامه رياض محرز.
كما تميز الهجوم خاصة الرباعي محرز وبلايلي وبغداد وفيغولي باللامركزية وحرية الحركة في الثلث الأمامي، وهو ما أرهق دفاع غينيا بشكل كبير وفتح مساحات كبيرة استغلها محاربو الصحراء ببراعة.
وظهر ذلك في كرة الهدف الأول، بعدما انطلق بلايلي من الجبهة اليسرى ومرر لبغداد رأس الحربة المتمركز في منطقة الجزاء، ثم تحرك مجددا داخل الصندوق وتسلم الكرة أمام المرمى وأودعها الشباك.
وليس ذلك فحسب فقد تحول رياض محرز للعمق في مركز رأس الحربة انتظارا للكرة العرضية حال تم التمرير له، فيما اقترب فيغولي أكثر للعمق بالقرب من المرمى انتظارا للكرة الثانية، وهي أمور بلا شك ليست تحركات عشوائية وإنما تعليمات من المدير الفني.
وظهر ذلك أيضا في كرة الهدف الثاني بعد اختراق رائع من بن ناصر ورؤية رائعة لرياض محرز المنطلق من الخلف للأمام في العمق، تاركا مركز الجناح وتحول لمركز رأس الحربة ليتسلم الكرة ويودعها في الشباك ببراعة، كما هو حال آدم أوناس في كرة الهدف الثالث بنفس الطريقة لكن من الجهة المقابلة وحولها لهدف رائع.
لعب إسماعيل بن ناصر لاعب الوسط دورا مزدوجا أكثر من رائع أمام غينيا، فكان نشطا للغاية هجوميا واستطاع صناعة هدف محرز، بينما كان له دورا دفاعيا في مساعدة قديورة وفيغولي في عمق الملعب والتغطية على الظهيرين.
وإجمالا كان دفاع الخضر في اللقاء ثابتا للغاية بسبب الالتزام الكبير من لاعبي الوسط، إلى جانب رياض محرز أمام يوسف عطال، وكذلك بلايلي أمام بن سبعيني، وبونجاح في الضغط على دفاع غينيا من العمق.
وجاءت تدخلات جمال بلماضي تنشيطية في المقام الأول، لكنها كانت ذكية للغاية بهدف إراحة الثنائي الذي بذل مجهودا كبيرا منذ انطلاق اللقاء على مستوى الركض والالتحامات وهما بلايلي وبونجاح، إلى جانب قديورة لاعب الوسط، ودفع بأوناس وأندي ديلور وبوداوي، وهو ما آتى ثماره وتمكن من إضافة الهدف الثالث عن طريق أوناس، والمحافظة على الشكل الرائع لمحاربي الصحراء منذ الدقيقة الأولى وحتى النهاية.
ب/ص