“الخزانات محافظ المخطوطات” بقصر “مصطفى باشا”.. تراث يشع من الجزائر على إفريقيا السمراء

“الخزانات محافظ المخطوطات” بقصر “مصطفى باشا”.. تراث يشع من الجزائر على إفريقيا السمراء

 

يحتضن المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، معرضا بعنوان “الخزانات محافظ المخطوطات”، يفتح المجال لزائريه للوقوف عند مخزون تراثي ثقافي وعلمي نادر يتمثل في كتب تحتفظ بها مكتبة الحامة الوطنية والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار.

ويتضمن برنامج هذه التظاهرة اقامة يوم دراسي في 30 ماي الجاري بقصر “مصطفى باشا” في القصبة السفلى لإثراء الموضوع، يحضره باحثون في المجال.

ومن بين المعروضات، هناك مخطوطات قديمة بمنطقة أدرار، حيث توجد أغنى المجموعات الوثائقية القديمة، مع إبراز الأماكن المخصصة للحفاظ على هذه المخطوطات التي تعود إلى القرنين 18 و19، والوضع الحالي لها. وتبرز أيضا منطقة توات التي تضم خزانات أهم هذه المخطوطات، لاسيما خزانات تمنطيط ولمطرفة وقورارة، إذ تعتبر بمثابة مستودع للذاكرة الجماعية الوطنية.

وتحتفظ الجزائر بكنوز نادرة من مخطوطات ومطبوعات ذات قيمة علمية وتاريخية وفنية كبيرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وللحفاظ على هذا الإرث قامت وزارة الثقافة بإنشاء مركز وطني للمخطوطات بولاية أدرار للحفاظ على ما تبقى من هذا الذخر الثقافي المادي والحيلولة دون اندثاره، حيث يعمل المركز على تقديم مادة ثرية للباحثين والمهتمين بهذا المجال، والحفاظ على هذا التراث يعد تأمينا وتحصينا للهوية الوطنية بمختلف أبعادها ومفاهيمها.

وتعد مدينة أدرار، بحسب المختصين، عاصمة للمخطوطات عن جدارة واستحقاق، بحكم ما حفظته مكتبات مساجدها وبعض المكتبات العائلية بها من موروث يستوعب ما يربو عن السبعة آلاف مخطوط، والتي يعود تاريخ بعضها إلى القرن السادس هجري، في حين البعض الآخر منها يرجع إلى القرون الموالية، وقد شكلت بعض هذه المخطوطات النفيسة موضوع دراسات معمقة وأطروحات لرسائل ماجستير ودكتوراه بالجزائر والخارج.

ويسمح المعرض للزائر، باكتشاف مجموعة من المخطوطات، من خلال كليشيهات تشير إلى نسخة من القرآن المزخرف وورشة للترميم، وأوراق خاصة بالمخطوطات وخزانة بمنطقة لمطرفة، حيث توجد خزانة هامة أو ناسخ يكتب بالحبر والقصب النص القرآني على الورق. كما يتيح المعرض للجمهور، مشاهدة مخطوطات نادرة غير مطبوعة من رصيد المكتبة الوطنية، من بينها مخطوطات مكتوبة بخط اليد، برسومات وزخارف أنيقة ملونة من القرن 19.

وتزخر الخزائن والمكتبات الإفريقية بالعديد من المخطوطات التي تنسب في تأليفها لعلماء جزائريين من مختلف مناطق الوطن، ولعل من أشهر مراكز المخطوطات الجزائرية بإفريقية مركز ماما حيدرة بمالي، الذي يضم بين جنباته ما يقارب المائتين وعشرين مخطوطا لعلماء جزائريين فقط. تأسست هذه المكتبة في أواسط القرن التاسع هجري (09 هـ) الموافق للقرن الخامس عشر ميلادي (15 م) في قرية بمبا في محافظة بورم بإقليم غاوى على يد الشيخ محمد الأمين الجد الأعلى لأصحاب المكتبة الحاليين. وتحتوي المكتبة حاليا أزيد من ثلاثة آلاف مخطوط (3000) موزعة على موضوعات مختلفة أهمها: علوم القرآن، الحديث، الفقه، التوحيد، الأدب، النحو، التصوف، الفلك بالإضافة إلى أزيد من ألف وثيقة (من رسائل، وفتاوى، وعقود وغيرها).

وإنه لمن المستحسن التفكير في التنسيق إفريقياً بخطة لا تعمل على الاحتفاظ بالمخطوط العربي وحسب، وإنما أيضا بالمخطوط الأمازيغي أيضا، الذي يعد مهما لإنجاز بحوث تاريخية وثقافية وعلمية في رصد تفاعل الثقافتين وانسجامهما معا في شكلهما المخطوط. وبهذا، يكون تشييد مؤسسات للمخطوط الأمازيغي من الألزم الأوثق والأوجب المطلق.

ب\ص