الحياة الجميلة

الحياة الجميلة

ما أجمل أن تكون مجالسنا عامرة بذكر الله.. وما أحلى اللقاء على طاعة الله.. وما أطيب اجتماع الأهل والأقارب والأحبة والأصدقاء على مرضاة الله، وأن يكون التواصل وتكون الزيارات على ما يقرّب إلى الله. إنها حياة جميلة.. يوم يلتقي الجميع على مجالس الخير والحب والكرامة.. القلوب مفعمة بالحب والصفاء.. والألسنة ترسل عبارات اللطف والمودة.. تلك هي المجالس المباركة التي يحبها الله ويبارك فيها.. إنها مجالس البر والتقوى.. مجالس التعاون على الإيمان، قال جل وعلا: ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” المائدة: 2. فإن العبد مأمور بفعل كلِّ خصلة من خصال الخير، سواء بنفسه أو بمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين، بكل قول أو فعل يبعث عليها وينشِّط لها، وكذلك الحال في ترك كلِّ خصلة من خصال الشر، سواء بنفسه، أو بمعاونة إخوانه. إنها مجالس الأنس والتذكير بنعمة الله، والتحذير من مخالفة أمر الله، فإن الله شديد العقاب على من عصاه وتجرأ على محارمه، إما بالعقاب العاجل أو الآجل.. فما أكرم العبدُ نفسه بمثل طاعة الله، وما أهانها بمثل معصية الله. فلابد من استثمار الأوقات والمجالس فيما ينفع المرء في الآخرة، ولو أدى الأمر إلى التضحية بالدنيا من أجل الدين.. وخسارة بعض العلاقات من أجل رب البريَّات. فإن العزة والكرامة والنعيم في طاعة الله العزيز الكريم. إن أسوأ حياة يوم أن يصبح المرء ويمسي مع الشيطان.. يسير في شوارع الضياع.. ويعيش في دهاليز الغفلة والندم.. ويتقلب في صحراء الشر والباطل.. فإن حياته حينئذ تصبح جحيما لا يطاق.. وإن ثمرات تلك المجالس هو القلق والارتياب، الضحك فيها يعقبه ضيق وضنك، والسرور وراءه هم وكدر. حياته وهمه بطنه وشهواته.. يعشق الملذات.. ويتفنن في إضاعة الأوقات.. بطنه مقبرة لكل ما لذَّ وطاب.. لكنه لم يعرف قَدْر الله رب الأرباب.. يأكل الأرزاق وينسى الرزاق.. ويأكل النعم ولا يشكر المنعم. أقدامه لا تقوده إلى المساجد.. لكنها تقوده إلى المقاهي والملاهي.. لديه منطق ولسان لكنه لا يذكر الواحد الديَّان.. لم يضع صلاة الفجر في برنامج حياته حتى الآن.. إنه لا يقرأ القران.. ولا يعرف مجالس الخير والإيمان.. ولا يوجد في برنامجه صلة أرحام، ولا فعل خير، نسأل الله العافية.

موقع إسلام أون لاين