يعيش سكان قرية “تلابدة” بأعفير شرق بومرداس وضعا مزريا لا يوصف جراء الحياة البدائية بسبب غياب أدنى مرافق العيش الكريم، الأمر الذي يتطلب التفاتة سريعة للمسؤولين من أجل النظر إليهم وزيارة القرية على الأقل لرؤية معاناتهم اليومية مع الظروف الصعبة التي يعيشونها وجعلتهم خارج مجال التغطية التنموية.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني قرية “تلابدة” بأعفير شرق بومرداس أكدوا لنا أن قريتهم تنعدم فيها أدنى شروط الحياة التي تكفل لهم أبسط الضروريات، فلا يوجد في قاموسهم ما يعرف بشبكة المياه الشروب، فهم يعتمدون في توفير المياه على الحمير من أجل جلبها من الآبار التي تبعد عنهم بعدة كيلومترات، هذا بالنسبة للعائلات الفقيرة، أما الأخرى فتقوم بشراء صهاريج التي هي الأخرى لا يستطيعون في كل مرة دفع مصاريفها، خاصة وأنها تخضع للمضاربة من قبل التجار خاصة في فصل الصيف أين يصل سعر الصهريج الواحد إلى 5000 دج، بالإضافة إلى انعدام مصطلح الصحة نهائيا، فلا وجود لقاعة علاج أو عيادة بالرغم من أنهم يسكنون مناطق تمتاز بالتضاريس الصعبة والانتشار الواسع للأفاعي والعقارب، والتي غالبا ما يتعرضون للسعاتها ويضطرون للانتقال حتى إلى وسط بلدية أعفير وفي غالب الأحيان إلى البلديات الأخرى كدلس وبغلية من أجل تلقي العلاج، الأمر الذي يكبدهم مصاريف نقل هم في غنى عنها خاصة بالنسبة للعائلات الفقيرة، ناهيك عن الانتشار الواسع للنفايات على حواف طرقات القرية التي تحولت مع مرور الأيام إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها، الأمر الذي جعلها القبلة المفضلة للحيوانات الضالة، ما يعرض السكان لأمراض متنقلة عبرها خاصة في فصل الصيف الذي هو على الأبواب في ظل تميزه بحرارة شديدة ما يتطلب هواء وبيئة نقية.
كما تطرق سكان قرية “تلابدة” بأعفير شرق بومرداس إلى مشاكل أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها كغياب الغاز الطبيعي، ما يؤدي بهم في كل مرة إلى البحث عن قوارير غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالقرية خاصة في فصل الشتاء في ظل الاستعمال الكبير لها من أجل التدفئة، الأمر الذي يؤدي بهم إلى التنقل حتى إلى بلدية اعفير من أجل جلبها، غير أنهم يصطدمون بارتفاع أسعارها التي تصل إلى حدود 450 دج، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات وجعلهم يلجؤون إلى الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لاستعماله للطبخ والتدفئة على حد سواء، إلى جانب غياب ابتدائية وثانوية بالقرية، الأمر الذي يؤدي بالتلاميذ الى التنقل حتى للقرى المجاورة من أجل طلب العلم، و هو ما يعرقل السير الحسن للتعليم لجميع التلاميذ في ظل أنهم يعانون أيضا من غياب النقل المدرسي الذي من شأنه أن يقلهم في الوقت المحدد إلى أقسامهم، ما أدى بالعديد من التلاميذ خاصة فئة الإناث إلى التوقف عن الدراسة خوفا من الخطر الذي يحدق بهن في كل مرة يتجهن الى المدارس التي تبعد عنهن بعدة كيلومترات، ناهيك عن غياب المرافق الرياضية والترفيهية ما جعل شباب القرية يتنقلون إلى الملاعب الجوارية لملء أوقات فراغهم، الأمر الذي كلفهم الجهد والمال الإضافي هم في غنى عنهما.
وأمام الحياة البدائية التي يعيشها قاطنو قرية “تلابدة” بأعفير شرق بومرداس، يطالب هؤلاء الجهات المسؤولة بمن فيها والي الولاية السيد “يحيى يحياتن” بالتدخل العاجل من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تفك عنهم العزلة التي هم فيها منذ سنوات، وبالتالي تحسن أحوالهم الاجتماعية.
أيمن. ف