إن من أجلِّ النعم وأعظمها نعمة الصحة والعافية، ولأنها بهذا الشأن فقد جاء عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها “.
كما أن الصحة نعمة من النعم التي يغبن فيها كثير من الناس.عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ” أخرجه أحمد. والصحبة و القوة في البدن من موجبات الخيرية عند الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ”. وقال تعالى على لسان ابنة شعيب: ” قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ” القصص: 26.
فمن منا عباد الله حمد الله تعالى على ما من به صحة و عافية فشكر الله تعالى. قال رجل لصاحبه وكانا ينظران إلى الدور والقصور فقال له أين نحن حين قسمت هذه الأموال وكان صاحبه أعقل منه وأحكم فأخذ بيده وذهب به إلى المستشفى وقال له أين نحن حين قسمت هذه الأمراض فسكت الرجل وعلم أن العافية لا يساوي قدرها شيء وكم من إنسان عنده من المتاع والقصور ولكن تنقصه العافية. قيل لرجل صالح من الصالحين وكان أعمى ماذا تتمنى؟ قال أتمنى أن أبصر فقط لأرى قول الله سبحانه وتعالى: ” أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ” فتمنيت النظر لأنظر إليها نظرة اعتبار وتفكر!!
فينبغي علينا تجديد الحمد والشكر كلما رأينا مبتلى في صحته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ ” أخرجه الترمذي وصححه الألباني.