-
التشديد على ضرورة بقاء المواطنين بعيدا عن محيط الحرائق
في ظل موجة الحر الشديدة التي تعرفها عدة ولايات من الوطن، تجندت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف المصالح المحلية، ضمن عمليات ميدانية مكثفة تهدف إلى التحكم في حرائق الغطاء النباتي والحد من آثارها، وذلك تنفيذًا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الرامية إلى حماية الأرواح والممتلكات والثروة الغابية.
وفي هذا السياق، تواصلت عمليات التدخل لإخماد الحريق الذي اندلع بمنطقة مشتة البندير ببلدية عصفور في ولاية الطارف، تحت إشراف مباشر ومتابعة دقيقة من السلطات المحلية ومشاركة فعالة من مختلف المصالح المعنية، وتأتي هذه العمليات في سياق الجهود الميدانية المستمرة للسيطرة على حرائق الغابات التي تشهدها المنطقة. تشمل العملية تدخلاً بريًا وجويًا متكاملاً، حيث تم تسخير مروحيات تابعة للجيش الوطني الشعبي لمراقبة ورصد تحركات النيران من الجو، مع تجنيد فرق الحماية المدنية وأعوان الغابات على الأرض، إلى جانب دعم من وحدات الجيش والدرك الوطني، ضمن حالة تأهب قصوى لتطويق الحريق ومنع امتداده إلى المناطق السكنية المجاورة. وقد تم تعزيز جهود التدخل بتسخير طائرتين مروحيتين لمتابعة عمليات الإخماد جوًا، مع تدعيم فرق التدخل بالرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات، والمفرزة الجهوية المتخصصة، وتعبئة كافة الوسائل البشرية والمادية التابعة لمختلف القطاعات المعنية، في مشهد يعكس تجندًا كاملاً وشاملًا في الميدان. في السياق ذاته، اندلع حريق آخر بغابات الشريعة، ما استدعى توجيه نداء عاجل من طرف السلطات المحلية إلى المواطنين لتفادي التنقل إلى المنطقة، حفاظًا على سلامتهم وضمانًا لنجاح عمليات الإخماد في ظروف ملائمة وآمنة. وبهدف المتابعة الميدانية الدقيقة، تنقل والي الولاية، إبراهيم أوشان، الأربعاء، إلى موقع الحريق، مرفوقًا بالسلطات الأمنية والإدارية، حيث وقف ميدانيًا على تقدم عمليات الإخماد وقام بتقييم شامل للوضع، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التنسيق بين كافة الفرق المتدخلة وتسريع وتيرة التدخلات. فرق الحماية المدنية، تدخلت فور اندلاع الحريق وسخّرت كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة، وتم على إثر ذلك تنصيب مركز قيادة عملي لتنسيق الجهود بين جميع المتدخلين، وذلك تحت إشراف المدير العام للحماية المدنية ومدير تنظيم وتنسيق العمليات بالمديرية العامة. وفي إطار الدعم العملياتي، تم تدعيم فرق الإخماد بالرتل المتنقل لولاية البليدة، والرتل المتنقل للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل، والرتل المتنقل لولاية المدية، إضافة إلى المفرزة الجهوية لمكافحة حرائق الغابات المتواجدة بولاية الشلف، والمفرزة الجهوية المتواجدة بولاية البويرة. كما تم تسخير ست طائرات إخماد من نوع AT802، وطائرتين من نوع BE-200 تابعتين للجيش الوطني الشعبي، لضمان تغطية جوية فعالة وتحقيق نتائج ميدانية في أقصر وقت ممكن. وفي ظل استمرار الجهود المكثفة للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المناطق السكنية، أكدت السلطات المحلية ضرورة الالتزام الصارم بالتعليمات الأمنية الموجهة للمواطنين، مشيرة إلى أنه تم إجلاء ثماني عائلات تقطن بمحاذاة الحريق كإجراء احترازي لضمان سلامتهم. كما تم التشديد على ضرورة بقاء المواطنين بعيدًا عن محيط الحريق وتفادي أي سلوك من شأنه عرقلة عمل فرق التدخل، إلى غاية صدور إشعار جديد من الجهات الرسمية. وتجدد وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، دعوتها لجميع المواطنين إلى التحلي باليقظة والحذر، والمساهمة بوعي ومسؤولية في الحفاظ على الثروة الغابية الوطنية، خاصة خلال الفترات التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة وزيادة احتمالات اندلاع الحرائق، وذلك من أجل حماية الأرواح والممتلكات وضمان بيئة سليمة وآمنة للجميع.
أ.ر