تعيش مدينة بن قردان التونسية أجواء من التوتر والإحتقان، تصاحب إضرابا عاما إحتجاجا على الأوضاع الاجتماعية المتردية وعدم وجود حلول لوضعية معبر “راس جدير” المغلق على الحدود مع ليبيا ما دفع الحكومة إلى إرسال وفد وزاري إلى المنطقة للوقوف على المطالب التي وصفتها بالمشروعة.
ودخلت، مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين أقصى الجنوب الشرقي لتونس، في اضراب عام تبناه كل من الاتحاد المحلي للشغل و الاتحاد المحلي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية و الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري لتغلق بمقتضاه المؤسسات الادارية وتتوقف أغلب المرافق العمومية من خدمات النقل والمقاهي والمحلات التجارية وسط حالة من الاحتقان وتواصل اجواء التوتر والاحتجاج. ويأتي هذا الإضراب استجابة لطلب المحتجين الذين تجمعوا صباحا امام مقر الاتحاد المحلي للشغل للمطالبة بإقرار إضراب عام او اعتماد أشكال أخرى تصعيدية سيما وان الإضراب شكل مطلبا رفعه منذ فترة ابناء بن قردان للضغط من اجل تحريك ملف التنمية والدفع نحو إيجاد حل لاشكالية معبر راس جدير المغلق.يذكر انه يربط هذا المعبر بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس، وهما منطقتان تعيشان أساسا على التجارة والتهريب عبر الحدود.وقال متحدث رسمي باسم وزارة الداخلية ان قوات الامن فرقت “بشكل قانوني تظاهرة لعشرات الاشخاص من دون اضافة تفاصيل.وفي 11 ماي 2016 شهدت بن قردان إضرابا عاما وتظاهرات حاشدة بعدما منع الجانب الليبي مرور البضائع من معبر راس الجدير لفترة استمرت نحو اسبوعين.وعزا مسؤول ليبي محلي المنع الى “تهريب السلع المدعمة” مثل البنزين نحو تونس، وتعرض مسافرين ليبيين الى “سوء معاملة” في الجانب التونسي من المعبر مطالبا بضمان “معاملة حسنة” لهؤلاء.واستؤنفت الحركة التجارية في راس الجدير في ماي إثر توصل البلدين الى اتفاق لرفع العراقيل المفروضة على المعبر.ولكن لا يتم احترام هذا الاتفاق بسبب سيطرة قوات غير نظامية على معبر راس الجدير.وتتقاسم تونس وليبيا حوالي 500 كلم من الحدود التي تشكل الصحراء القسم الاكبر منها. وأمام هذا الوضع، قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم ارسال وفد وزاري الى مدينة بن قردان امس الجمعة مؤكدا ان الاحتجاجات بمدينة بن قردان “تبقى مشروعة طالما انها تطالب بالتنمية والتشغيل”، كما حيا الشاهد أهالي بن قردان “الذين أظهروا صمودا وروحا وطنية عالية للذود على حرمة التراب التونسي وسيادته خلال الاحداث الارهابية التي شهدتها المدينة السنة الفارطة”. في غضون ذلك، عقدت وزارة الشؤون الخارجية التونسية إجتماعا مع مسؤولين بسفارة ليبيا في تونس العاصمة لمناقشة مسألة غلق السلطات الليبية للمعبر الحدودي رأس جدير من جانب واحد والذي أدى إلى احتجاجات في منطقة بن قردان.