الحكومة تحاول مسايرة الأوضاع  بالأوجه القديمة… الحراك الشعبي يقزّم دور الأحزاب ويرغمها على تبني مطالبه

الحكومة تحاول مسايرة الأوضاع  بالأوجه القديمة… الحراك الشعبي يقزّم دور الأحزاب ويرغمها على تبني مطالبه

الجزائر- تراجع دور الأحزاب مع الحراك الشعبي الذي عرفته مختلف ولايات الوطن، سواء بالنسبة للموالاة التي شكلت في البداية مبادرة التحالف الرئاسي،  لتدعيم ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، أو المعارضة التي كثفت من خرجاتها الميدانية سواء بجمع التوقيعات وعقد تجمعات، ليتلاشى دورها تدريجيا مع الحراك الشعبي، الذي يدخل أسبوعه الرابع، حيث تبنت مطالبه وأصبحت تدعو الحكومة إلى ضرورة الاستجابة لمطالبه  المشروعة.

كثفت الأحزاب في البداية بمختلف تشكيلاتها وأطيافها، من عقد ندواتها وكذا  تعبئة الشعب للمشاركة في الرئاسيات المزمع تنظيمها في 18من شهر أفريل الداخل قبل إعلان الرئيس المنتهية عهدته تأجيلها، والبداية كانت  بتشكيل تحالف رئاسي،  مكون من أحزاب الموالاة التي تضم الآفلان، بالإضافة إلى التجمع الوطني الديمقراطي، وحزب تجمع أمل الجزائر وكذا الحركة الشعبية الجزائرية بقيادة عمارة بن يونس،  لتدعيم عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، كما دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب خلال الندوة التي عقدها بالقاعة البيضوية، بوتفليقة الترشح  لعهدة جديدة، وهو المطلب الذي قوبل بالرفض من قبل الكثير لكون صحة الرئيس لا تسمح له بذلك، وقد كان رئيس جبهة المستقبل، الدكتور بلعيد عبد العزيز، أول المعلنين مشاركته في الرئاسيات، بحجة الظرف يتطلب تكاتف الجهود لإخراج البلاد من الوضعية المتأزمة التي ألت إليها.

وعلى نقيض آخر اختارت بعض أحزاب المعارضة عدم المشاركة في الرئاسيات، باعتبار نتائجها محسومة منذ البداية، وتتمثل في حزب  التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إضافة إلى جبهة القوى الاشتراكية وكذا  الجبهة الوطنية الجزائرية، فيما فضلت  حركة مجتمع السلم خوض غمار الرئاسيات، بوضعها برنامجا انتخابيا والذي عرضته تحت عنوان “الحلم الجزائري”، لتقرر بعدها الانسحاب في آخر لحظة لترشح عبد العزيز بوتفليقة، فيما أودع المترشح الحر علي غديري، ملف ترشحه بالمجلس الدستوري، رغم كل النداءات التي وجهت له بضرورة الانسحاب،  من جهتها قررت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون الانسحاب بعد  اجتماعها  بمكتبها الوطني ودراستها للأوضاع، وكل هذه التحركات، سواء من المعارضة أو الموالاة باءت بالفشل، حيث أرغمها الحراك الشعبي المتواصل لأسبوعه الرابع على التوالي، على تبني مطالبه وأخضع الجميع لإرادته والمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراطية نابعة من الشباب، وذهاب الأوجه القديمة التي فشلت في المهمة التي أسندت إليها طيلة العهدات الثلاث.

نادية حدار