ليست الكلى أو المرارة هما العضوين الوحيدين في الجسم اللذين يُمكن أن تتكون فيهما الحصوات، بل ثمة 7 أعضاء أخرى قد تتكون الحصوات فيها، وبعضها قد يتسبب أو قد لا يتسبب في تداعيات مرضية تبعاً لذلك.
1- الكلية والمثانة والبروستات
حصوات الكلى: هي كتل صلبة لترسبات عدد من المعادن والأملاح الحمضية داخل الكلى. ويكون حجمها في البداية صغيراً، ثم يزداد تدريجياً مع استمرار وجود الظروف التي أدت إلى نشوئها. وتعتمد آلية تكوّن حصاة الكلى، على حصول «اختلال توازن مكونات البول»، ما يُؤدي إلى تدني ذوبان بعض المواد التي لديها قابلية لتكوين بلورات، مثل الكالسيوم وحمض اليوريك ومادة أوكساليت، كما يُؤدي أيضاً إلى سهولة التصاق تلك البلورات بعضها ببعض.
ويتم طبياً تقسيمها إلى 4 أنواع رئيسية:
– النوع الأول، وهو أشهرها وأكثرها انتشاراً، حصاة الكالسيوم. وتحتوي على بلورات «أوكساليت الكالسيوم”، مع قليل من بلورات «فوسفات الكالسيوم» ومن أهم عوامل تكوين هذه النوعية من حصاة الكلى ارتفاع نسبة مادة «أوكساليت» في الجسم. وتأتي مادة «أوكساليت» من بعض أنواع المنتجات الغذائية النباتية الغنية بها، كما تأتي من إنتاج الكبد لها.
– النوع الثاني من حصاة الكلى الحصاة المرجانية، التي تتكون نتيجة تكرار حصول الالتهابات الميكروبية في الجهاز البولي. وتمتاز هذه النوعية بأنها تتكون في وقت سريع كما يزداد حجمها ليصبح شكلها كالشعب المرجانية.
– النوع الثالث هو حصاة حمض اليوريك التي يلعب كل من جفاف الجسم وارتفاع كمية أنواع معينة من البروتينات المتناولة في الغذاء، دوراً مهماً في نشوئها.
– النوع الرابع حصاة سيستين التي تنشأ نتيجة اضطرابات وراثية ترفع من نسبة مادة سيستين في سائل البول.
2- حصوات المثانة:
تختلف عن حصوات الكليتين من نواحي التركيب وآليات النشوء وأسباب ذلك. وفي الغالب تتكون حصوات المثانة عندما لا يتم إفراغ المثانة تماماً عند التبول، وبالتالي ترتفع احتمالات تكوّن بلورات في بول المثانة وتراكمها على بعضها، وهو ما قد يحصل في حالات تضخم غدة البروستات أو تلف أعصاب المثانة في حالات السكتة الدماغية أو إصابات الحبل الشوكي أو مرض السكري أو مرض باركنسون. كما أن حصول التهابات ميكروبية في المثانة يرفع من احتمالات تكوين الحصاة فيها.
3- حصوات البروستات:
بخلاف ما قد يعتقد البعض، فإن حصوات البروستات شائعة بين الرجال فوق سن الأربعين، على الرغم من عدم الشعور بوجودها. ويتراوح حجمها بين مليمتر واحد و4 مليمترات، وذات لون بني، وبيضاوية الشكل، وهشة في قوة بنيتها، وقد يتراوح عددها بالعشرات، دون أن تتسبب في أعراض واضحة. وتجدر ملاحظة أن حصوات البروستات هي فقط التي تنشأ في داخل أنسجتها، وتختلف عن حصوات المجاري البولية التي قد تعلق في جزء مجرى الإحليل الذي يخترق وسط غدة البروستات.
وثمة عدة تفسيرات علمية لأسباب تكوين تلك الحصوات الصغيرة في داخل تراكيب البروستات، منها أن إفرازات البروستات الثخينة، المحتوية على مواد الأجسام النشوية، قد لا تتمكن من مغادرة حويصلات البروستات، بسبب التهاب أو تضخم في البروستات، وبالتالي قد يتراكم فيها الكالسيوم، ومع الوقت تصبح حصوات. ومنها أن حصول التهاب ميكروبي في البروستات قد يتسبب في إفرازات صديدية، عُرضة لأن تتحول إلى حصاة. كما قد تتكون حصاة البروستات من المواد المتبقية في القناة الدافقة عند القذف.
4- المرارة والبنكرياس
حصوات المرارة: المرارة عضو صغير على شكل الكمثرى في الجانب الأيمن من البطن وتحت الكبد مباشرة. وتخزن المرارة عصارةً هاضمة، تُعرف بالعصارة الصفراوية، تفرزها إلى الأمعاء الدقيقة عبر قناة تصل إلى الاثني عشر. وحصوات المرارة هي ترسبات صلبة من أحد مكونات عصارة المرارة. ويتراوح حجم تلك الحصوات من حجم حبة رمل صغيرة إلى حجم كرة تنس الطاولة، وقد تتكون لدى الشخص حصاة واحدة أو عدة حصوات.
5- حصوات البنكرياس:
البنكرياس غدة مسطحة طويلة تقع خلف المعدة في أعلى البطن، ويفرز البنكرياس عصارة البنكرياس المحتوية على إنزيمات تساعد في الهضم، وهرمونات تساعد في تنظيم طريقة تعامل الجسم مع سكر الغلوكوز. وهناك قناة البنكرياس التي تجري من خلالها عصارة البنكرياس وصولاً إلى الأمعاء. وهذه القناة في الحالات الطبيعية سهلة المجرى. ولكن في حالات الالتهابات المزمنة في البنكرياس تصبح تلك القناة متعرجة ومتضيقة في بعض أجزائها، أي غير سهلة في مجراها. وبالتالي لا يسهل مرور عصارة البنكرياس، وتتهيأ الظروف لتكوين حصوات فيها، ما يُؤدي إلى مزيد من الصعوبات في خروج عصارة البنكرياس، ونشوء تداعيات لذلك.
6- اللوزتان والغدد اللعابية
حصوات اللوزتين: تشكيلات بيضاء أو صفراء صلبة موجودة على اللوزتين أو ضمنهما. ومن الشائع أن الذين لديهم حصوات اللوزتين لا يدركون أنها لديهم. وليس من السهل دائماً رؤية حصوات اللوزتين.
وحجمها يمكن أن يتراوح من حجم حبة الأرز إلى حجم حبة العنب الكبيرة. ونادراً ما تتسبب حصوات اللوزتين في مضاعفات صحية، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تنمو لتتسبب في انتفاخ اللوزتين، وغالباً ما تكون لها رائحة كريهة.
7- حصوات الغدد اللعابية:
على جانبي الفم توجد 3 أزواج من الغدد اللعابية، وهي عُرضة لتكون الحصوات في أحدها. وحصوات الغدد اللعابية، قد تتسبب في الألم أو الإزعاج عند انقباض تلك الغدد لإفراز اللعاب، خصوصاً عند تناول الطعام، ولذا تسمى «متلازمة وقت الوجبة”.
وقد تنشأ نتيجة التهابات ميكروبية وغير ميكروبية في إحدى الغدد اللعابية، أو نتيجة للجفاف، أو تدني سرعة تدفق اللعاب عند الخروج من الغدد اللعابية، أو دون سبب معروف لذلك. وغالبية تلك الحصوات تتكون في «غدة اللعاب تحت الفك السفلي»، وبنسبة أقل في الغدة النكافية أو الغدة تحت اللسان. وتصيب ما بين 1 و2 في المائة من الناس.
8- حصوات نادرة في الأنف والأوردة الدموية
حصوات الأنف: الأنف من أعضاء الجسم المُعرضة لأن تتكون فيها الحصوات بشكل نادر. وحصاة الأنف قد تتكون داخل تجويف الأنف، نتيجة دخول شيء غريب في أنسجة الأنف، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى تراكم الكالسيوم والمغنيسيوم عليه، وبالتالي تكوين الحصاة. وحجم الحصوات تلك قد يصل إلى سنتيمتر واحد. وقد يتسبب ذلك في نزيف الأنف أو ألم الأنف أو ضيق مجرى التنفس عبر الأنف، وربما التهاب أحد الجيوب الأنفية.
9- حصوات الأوردة:
أوردة الجسم هي الأوعية الدموية التي تعيد الدم إلى القلب، وهي عُرضة لأن تتكون فيها الحصوات، خصوصاً أوردة منطقة الحوض. وحصاة الوريد هي تراكمات للكالسيوم على خثرة دموية تكونت داخل الوريد. وتفيد بعض الإحصائيات الطبية بأنها موجودة لدى نحو 40 في المائة من الناس في أوردة منطقة الحوض. ومع ذلك لا تتسبب لهم في أي أعراض. وأهمية ملاحظة وجودها من الناحية الطبية تميزها عند إجراء أشعة البطن ومحاولة تتبع مرور إحدى حصوات الكلى، كي لا تشتبه معها.
ق. م