أُسدل الستار على عام 2016 ولكنه سيظل شاهدا في التاريخ على أنه العام الذي شهد العديد من المفاجآت والنجاحات في عالم الرياضة الشاسع بمختلف تخصصاته و أحداثه، لكنه يبقى أيضا محطة لتفجير عدد كبير من قضايا الفساد و فضائح تعاطي المنشطات و التلاعب بنتائج مباريات كروية ، كما عرف رحيل الكثير من الأسماء التي ستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة العالمية.
كرويا كان عنوان العام المنقضي “الصغار يصنعون المعجزات”، من خلال بطولات أوروبا.. فيما حافظ بعض من الكبار على كبريائهم واستعاد آخرون بريقهم قبل نهايته بأيام.
البداية كانت من الدوري الإنجليزي، حيث استطاع ليستر سيتي أن يحقق المعجزة .. الفريق الذي صعد للدوري الممتاز الإنجليزي موسم 2013 – 2014، وفي الموسم التالي احتل المركز الـ14، ثم جاء موسم 2015 / 2016 ليقود المدرب الإيطالي رانييري، الثعالب لإحداث ثورة في البريميرليغ بعدما نجح في الحصول على اللقب ، بأقل الإمكانات وبلاعبين مغمورين.
كما كان 2016 “عام زيدان ورونالدو”. ففي البداية مر المرينغي بأزمة تحت قيادة مدربه رافا بينيتيز، لكن إدارة الريال أنقذت الفريق وفي يوم رحيل الإسباني تعاقدت مع الفرنسي زين الدين زيدان ليتولى المهمة، ويصنع إنجازات تاريخية مع النادي الملكي.
ومع زيدان مر الريال بعام حافل، وتمكن من خطف لقب رابطة أبطال أوروبا بضربات الترجيح على حساب أتليتيكو مدريد، أيضًا حقق لقب السوبر الأوروبي ولقب كأس العالم للأندية في الشهر الأخير من هذا العام.
وعلى مستوى المنتخبات، فلم يكن هذا العام سعيدًا على أحد بقدر الرحالة البرتغاليين الذين انضموا إلى لوحة شرف الأبطال الفائزين بلقب اليورو، بعد أن هزموا الفرنسيين في عقر دارهم تحت قيادة فرناندو سانتوس.
وبالطبع، حصد البرتغالي رونالدو، الذي يعتبر الفائز الأكبر في 2016، عددًا كبيرًا من الإنجازات الفردية، على رأسها الكرة الذهبية الرابعة في تاريخه، ولقب أفضل لاعب في أوروبا، وأفضل لاعب في كأس العالم للأندية.
كذا الحال مع البرازيليين الذين استعادوا كبرياءهم في أولمبياد ريو دي جانيرو، وحققوا الميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخهم، تحت قيادة نجمهم المتألق نيمار ليعوض إخفاق بلاده في مونديال 2014.
كما شهد هذا العام رحيل جوزيف بلاتر، عن رئاسة الفيفا وحدوث ثورة في عالم كرة القدم بعد تولي جيانى إنفانتينو مقاليد الحكم في “الفيفا”.
أما أغلى صفقة في الموسم، فكانت رحيل بول بوغبا عن فريقه جوفنتوس فى الصيف إلى مانشستر يونايتد، وبلغت قيمتها 89.3 مليون جنيه إسترليني، 111.89 مليون دولار.
الفيفا والروس وتهرّب ضريبي
من جهة أخرى، كان العام حافلا بالكشف عن فضائح التلاعب في نتائج مباريات برياضات مختلفة وشهد تداعيات فضيحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي لا تزال التحقيقات جارية بها، بالإضافة إلى التحقيق مع لاعبين من الطراز الأول في شبهات تهرب ضريبي و يتعلق بكل من كريستيانو رونالدو، أنخل دي ماريا وفرناندو كارفاليو وتشابي ألونسو وفابيو كوانتيراو ورادميل فالكاو، في حين أدين الإسباني ميسي في جويلية الماضي بالسجن 21 عاما بتهمة التلاعب في ضرائب بقيمة 4.1 ملايين أورو.
واعترف فريق برشلونة أيضا بأنه اقترف جريمتين ضريبيتين في 2011 و2013 في صفقة البرازيلي نيمار، ووافق النادي على دفع غرامة قدرها 5.5 ملايين اورو مقابل تبرئة رئيسيه السابق ساندرو روسيل والحالي جوسيب ماريا بارتوميو، من الجريمة.
وبعيدا عن كرة القدم والمحاكم، كان العالم شاهدا قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو الصيف الماضي، على فضيحة كبرى بالإعلان عن قيام روسيا بسياسة ممنهجة في التعتيم على تعاطي رياضييها للمنشطات خلال سنوات.
وحظر الاتحاد الدولي لألعاب القوى مشاركة الرياضيين الروس في الدورة.
وكان عالم كرة القدم شاهدا أيضا في 2016 على نهاية حقبة السويسري جوزيف بلاتر في الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والفرنسي بلاتيني في الاتحاد الأوروبي (ويفا) على خلفية حصول الأخير على مليوني فرانك سويسري (1.8 مليون أورو) مما أدى إلى معاقبتهما بالإيقاف ست سنوات.
وفي حين يجري الاتحاد الدولي للعبة سلسلة إصلاحات داخلية بحثا عن استعادة مصداقيته، ينتظر العام المقبل أن تجري بالولايات المتحدة محاكمات في اتهامات فساد لمسؤولين سابقين بالفيفا، والتي تشمل 40 متهما بينهم 16 مديرا سابقا اعترفوا بجرائمهم.
ومن النقاط السوداء الأخرى في عالم الرياضة خلال عام 2016 اعتقال أكثر من 200 ألف شخص في الصين وفيتنام في مراهنات غير قانونية خلال كأس الأمم الأوروبية الأخيرة بفرنسا وكذلك توقيف 30 لتلاعبهم في مباريات تنس بإسبانيا (07 لاعبين للتنس)، بالإضافة إلى استبعاد ويفا لفريق سكندريبو الألباني من رابطة الأبطال بسبب التلاعب في النتائج.