الحصاد الثقافي والفني لعام 2018… مهرجانات متنوعة، احتجاجات، تتويجات ورحيل العمالقة

elmaouid

شهدت الساحتان الثقافية والفنية خلال سنة 2018 عدة أحداث، حيث تواصلت برمجة العديد من المهرجانات المتنوعة في مجالات ثقافية وفنية مختلفة، إلى جانب العديد من التتويجات لعدة شخصيات برزت في

مجالات عدة، بالإضافة إلى رحيل أسماء فنية وثقافية بارزة وأيضا عدة احتجاجات منددة بعدم رضا المثقفين والفنانين على سياسة تسيير قطاع الثقافة من طرف الوزير الحالي ميهوبي… ومع نهاية هذه السنة، أردنا أن نلخص لكم أبرز هذه الأحداث الثقافية والفنية في هذا الموضوع.

 

وهران وعنابة.. البصمة السينمائية

 

من بين المهرجانات السينمائية التي شهدتها الساحة الفنية خلال هذه السنة، المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران في دورته الثانية عشر، التي حملت شعار “لنعيش معا في سلام” وعرفت منافسة 10 أفلام طويلة، 10 أفلام قصيرة و14 فيلما وثائقيا على الوهر الذهبي، إلى جانب تكريم عدة سينمائيين منهم المخرج الجزائري الراحل خلال هذه السنة فاروق بلوفة والممثلة شادية…

كما شهدت عنابة أيضا فعاليات الطبعة الثالثة من مهرجان الفيلم المتوسطي، حيث شارك في هذه الدورة 17 دولة منها بلجيكا التي حلت ضيف شرف الدورة، كما عرفت الطبعة مشاركة 10 أفلام طويلة و10 أفلام قصيرة و14 فيلما وثائقيا تنافست على نيل جوائز المهرجان، إلى جانب الطبعة التاسعة من مهرجان الجزائر الدولي للسينما “أيام الفيلم الملتزم” الذي عرف هو الآخر مشاركة قوية للأفلام التي تناولت عدة قضايا ملتزمة من عدة دول عربية وأجنبية.

 

مهرجانات غنائية جزائرية بوجوه جديدة

 

كما تواصل تنظيم عدة مهرجانات غنائية، منها مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ40 لهذا العام الذي عين محافظا جديدا له المتمثل في شخص الفنان يوسف بوخنتاش الذي أراد أن يعطي نفسا جديدا للمهرجان مع تنفيذ تعليمة وزير الثقافة الذي دعا إلى عدم استضافة الفنانين الأجانب بميزانية المهرجانات، ويجب أن تخصص للفنانين الجزائريين، حيث عرفت هذه الدورة مشاركة أكثر من 30 فنانا جزائريا يؤدون طبوعا غنائية عدة، إلى جانب الطبعة الـ 13 من مهرجان جميلة العربي التي عرفت هي الأخرى تعيين المحافظ الجديد أحمد مهناوي ومشاركة عدة أصوات غنائية جزائرية.

كما احتضنت أوبرا بوعلام بسايح الطبعة 13 من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي عرفت مشاركة 14 دولة أجنبية ووطنية، إلى جانب تكريم عدة شخصيات فنية أعطت الكثير لهذا النوع من الفن منهم الفنان حمدي بناني وعازف الناي مختار شومان.

 

حضور محتشم للمسرح

 

كما تواصل خلال هذه السنة أيضا تنظيم عدة مهرجانات وتظاهرات مسرحية عبر مختلف ولايات الوطن، منها المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي في طبعته الـ 12 (دورة الطيب أبو الحسن)، حيث تنافس على نيل جوائز العنقود الذهبي 7 عروض مسرحية إلى جانب 15 عرضا خارج المنافسة.

كما احتضنت مدينة عزابة بسكيكدة أيام عز الدين مجوبي للمسرح في دورتها الثالثة التي عرفت مشاركة قوية للمسارح الجهوية، وأيضا تكريم عدة وجوه مسرحية أعطت الكثير للمسرح الجزائري.

كما احتضن المسرح الوطني الجزائري (محي الدين بشطارزي) الدورة الـ 13 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي عرف مشاركة 18 عرضا داخل المنافسة، وتكريم سيدة المسرح صونيا وورشات تكوينية وجلسات بيع بالتوقيع لأحدث الإصدارات،

كما برمجت 6 عروض خارج المنافسة إلى جانب تنظيم الطبعة الأولى للجائزة الدولية “مصطفى كاتب” للدراسات المسرحية.

 

عودة إيدير ونصرو

 

أبرز الأحداث الفنية التي عرفتها الساحة الفنية الجزائرية خلال العام (2018) هي عودة أيقونة الغناء القبائلي إيدير للغناء بوطنه الجزائر بعد غياب دام أكثر من 38 سنة، حيث كان حضور الجمهور قويا لحفلات إيدير، إلى جانب الفنان نصرو الذي عاد إلى الوطن هذه السنة بعد غياب دام 20 سنة قضاها في أمريكا، وقد حظي نصرو بإقبال كبير من الجماهير خاصة خلال الحفلات الفنية التي أحياها.

 

تتويجات أدبية وفنية

 

عرفت الساحة الفنية والثقافية خلال هذه السنة العديد من التتويجات لأسماء ثقافية عدة في العديد من التظاهرات، منها فوز الكاتبة ناهد بوخالفة بجائزة “آسيا جبار” للرواية عن روايتها “سيران” الناطقة بالعربية، كما افتك نفس الجائزة في فئة الرواية المكتوبة بالأمازيغية الكاتب مهني خليفي عن روايته المعنونة بـ “المجانين”، فيما عادت نفس الجائزة للرواية الناطقة بالفرنسية للكاتب رياض جيرود لروايته “عيون منصور”.

كما حصدت الشاعرة لطيفة حساني المركز الأول في مسابقة البابطين عن قصيدتها

“للماء عزف آخر”.

كما افتك الدكتور محمد لمين بحري الجائزة الدولية “مصطفى كاتب” للدراسات حول المسرح الجزائري في طبعتها الأولى، كما توج الكاتب أحمد عبد الكريم بجائزة “الجزائر تقرأ” للإبداع الروائي عن روايته “كولاج”، وأيضا حصول المنشد لقمان اسكندر على المركز الثاني في برنامج منشد الشارقة في طبعته الـ 11.

 

حزن فراق الكبار

 

عرفت الساحة الفنية والثقافية خلال 2018 رحيل العديد من الأسماء الفنية والأدبية والثقافية، حيث رحل الفنان محمد جديد المعروف بـ “بوضو” بعد معاناته مع مرض السرطان، كما رحلت سيدة المسرح الفنانة صونيا، وغيّب الموت أيضا الفنان جمال علام، رشيد طه، عمار معروف وأحمد حمدان، إلى جانب رحيل الشاعر عثمان لوصيف والمخرج السينمائي فاروق بلوفة ورشيد تيقر ورحل أيضا خلال هذه السنة الفنان التشكيلي عبد القادر هوامل والنحات محمد دباغ وكذا الأديب حفناوي زاغر وكريم الجوهرة والمسرحي محي الدين بوزيد المعروف بـ “محيو”.

كما شهدت الساحة الثقافية خلال العام 2018 عدة احتجاجات أغلبها ضد سياسة تسيير الوزير ميهوبي لقطاع الثقافة، وأيضا تعيينه للوجوه التي تسيّر بعض المؤسسات الثقافية، آخرها تعيين سليم عقار مديرا للسنيماتيك إلى جانب التنديد بسجن الفنانين والمثقفين.