الحصاد الثقافي والفني لسنة 2020.. إلغاء كل المهرجانات  بسبب “كورونا”ورحيل عمالقة الفن من الزمن الجميل

الحصاد الثقافي والفني لسنة 2020.. إلغاء كل المهرجانات  بسبب “كورونا”ورحيل عمالقة الفن من الزمن الجميل

كان هذا العام (2020) استثنائيا على مختلف الأصعدة بما في ذلك المجالان الثقافي والفني بسبب جائحة كورونا، وفي ظل هذه الأخيرة فرضت الحكومة الجزائرية العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من تفشي هذا الوباء، وقد ألغيت كل المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وكانت سنة استثنائية ثقافيا وفنيا، كما عرفت رحيل عمالقة الفن من الزمن الجميل وتم تتويج العديد من المبدعين في مختلف المجالات. …ومع انقضاء هذه السنة (2020) خصصنا هذه الصفحة لأهم وأبرز الأحداث التي شهدتها الساحتان الثقافية والفنية.

 

إلغاء كل المهرجانات والتظاهرات الثقافية بسبب جائحة كورونا

بمجرد الاعلان عن دخول فيروس كورونا إلى الجزائر، قررت وزارة الثقافة تجميد كل المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، ومن هذه المواعيد الثقافية والفنية التي ألغيت، مهرجانات هامة وقارة تعوّد عليها الجمهور كل سنة منها معرض الكتاب الدولي، مهرجان الفيلم العربي بوهران، مهرجان الفيلم الأورومتوسطي بعنابة، مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة، مهرجان المسرح المحترف، مهرجان تيمقاد الدولي، مهرجان جميلة العربي ومهرجان أغنية الراي بسيدي بلعباس.

إلا أن هذا التجميد لكل هذه التظاهرات والمهرجانات لم يمنع أغلب الفنانين والمثقفين من التواصل مع الجمهور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خصصت عدة أمسيات شعرية وأدبية وحفلات فردية قدم فيها فنانون أجمل أغانيهم للجمهور.

 

مساهمة الفنانين والمثقفين في نشر التوعية من خطورة كورونا

 

كان لفئة المثقفين والفنانين دور فعال في توعية وتحسيس الناس بخطورة هذا الوباء، حيث قدم هؤلاء فيديوهات مباشرة عبر حساباتهم الخاصة على الفايسبوك محملة بالنصائح التوعوية والتحسيسية لمحاربة تفشي فيروس كورونا وضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية.

كما أطلق أيضا عديد الفنانين والمثقفين مبادرة “لسلامتك البس كمامتك” على مواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها صدى كبير لدى المواطنين.

 

الفنانون المنخرطون في “أوندا” يتلقون إعانة مالية تقدر بـ 54 ألف دج

بعد الاعلان عن توقيف مجمل المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بسبب جائحة كورونا، بادرت وزارة الثقافة إلى الاعلان عن منح إعانة مالية للفنانين والتي حددت قيمتها بـ 54 ألف دج لكل فنان، وقدمت هذه الإعانة عن طريق الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة “أوندا” بشرط أن يكون هؤلاء (الفنانين) منخرطين فيها.

 

تتويجات وتكريمات

سجلت الإبداعات الفنية والثقافية الجزائرية في مختلف أنماط الفن والأجناس الأدبية حضورها القوي في مختلف المسابقات الإبداعية التي قدمت عن طريق العالم الافتراضي خلال هذا العام ولم تؤثر جائحة كورونا على إبداع هؤلاء، كما حصل العديد من المبدعين على جوائز مشرفة منها تتويج المبدع يوسف بعلوج بالمرتبة الأولى في مسابقة “كتارا” لقصص الأطفال، كما فاز أيضا بالدرع الفضية لمسابقة “قنبر” الدولية لأدب الطفل في العراق، ونال الشاعر المبدع فارس بيرة المرتبة الثالثة في مسابقة ” علي معاشي” للمبدعين الشباب عن ديوانه الشعري المعنون بـ “عذرا آخر لطفل يرفض أن يكبر”، كما فازت الشاعرة سمية معاشي بجائزة أفضل شخصية أدبية وفنية من مؤسسة “نهرين” الثقافية، إلى جانب تتويج الشاعر أحمد بوفحتة بجائزتين مهمتين خلال هذا العام وهي على التوالي..المرتبة الأولى في مسابقة “الرسالة الشعرية” وجائزة أولى في فئة الشعر بقصيدة عنوانها “وطن بحجم القلب” في مسابقة “أول نوفمبر 1954″و التي نظمت الطبعة 25 منها هذا العام من طرف وزارة المجاهدين، كما حاز أيضا المبدع عصام بن شلال على المرتبة الأولى في مسابقة “علي معاشي” للمبدعين الشباب في فئة المسرح المكتوب عن نصه المعنون بـ “القربان الأخير لعروس المطر” والذي سيحول إلى عمل مسرحي خلال مطلع العام القادم بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة.

 

فنانون أصيبوا بكورونا

أصيب عدد كبير من الفنانين بفيروس كورونا وتماثلوا للشفاء بعد اتباع نمط علاجي معين، وأول المصابين كان الفنان شفيق باهو الذي مكث في المستشفى أكثر من 15 يوما وكذا الفنان حميد عاشوري والفنان عبد النور باعمر وعبد الرحمان جلطي ونادية بن يوسف وحكيم دكار الذي مكث بالمستشفى 10 أيام مع حجر منزلي بعد خروجه من المستشفى، مع الإشارة إلى أن أغلب الفنانين الذين أصيبوا بالفيروس أعلنوا عن ذلك بأنفسهم عن طريق حساباتهم الخاصة على الفايسبوك تفاديا لخلق إشاعات مغرضة لا أساس لها من الصحة.

 

عمالقة الزمن الذهبي للفن رحلوا خلال عام 2020

فقدت الساحتان الفنية والثقافية خلال عام 2020 العديد من الأسماء من مختلف مجالات الفن والثقافة أغلبهم عمالقة الزمن الجميل للفن الجزائري، حيث رحل أيقونة الفن القبائلي المشهور عالميا إيدير بعد مرض عضال، كما فقدنا أيضا الشاعر والباحث عياش يحياوي والرسام والخطاط أحمد بن علو والمغني محند ارزقي بوزيد، كما انتقلت إلى رحمة الله أيضا خلال عام 2020 الفنانة القديرة نورية بعد مشوار حافل بالأعمال التمثيلية التي جسدت فيها عدة شخصيات أبدعت في تمثيلها وكان آخر عمل شاركت فيه هو مسلسل “سامحني” الذي تابع الجمهور مختلف حلقاته خلال رمضان 2020 على قنوات التلفزيون العمومي، وفي نفس اليوم الذي رحلت فيه نورية رحل أيضا أحد أبطال سلسلة “أعصاب وأوتار” الفنان بشير بن محمد المعروف بـ “عمي البشير،” كما توفي أيضا الشاعر محمد نونة والفنان التشكيلي قمر الدين كريم.

كما فقدنا أيضا الممثل طاهر رفسي وكاتب الكلمات محمد عنقر والممثل عبد القادر بوجاجة والكاتب والوزير الأسبق لمين بشيشي وانتقل إلى جوار ربه قائد الجوق وشيخ الأندلسي اسماعيل هني والمؤلف الموسيقي سعيد بوشلوش والمسرحي موسى لاكروط، كما رحل أيضا المؤرخ عبد المجيد مرداسي ومطرب المالوف الفنان حمدي بناني الذي توفي بكورونا والكوميدي محمود بوحموم المعروف بـ “تشاراك” وفارقت دار الدنيا أيضا خلال هذا العام الفنانة أنيسة قادري بعد مرض عضال وفقدت جمعية “الجاحظية” خلال عام 2020 رئيسها محمد تين وأيضا الرسامة مونيا حليمي فرنان.

 

ح/ ع