يتضمن الإصدار الجديد للباحث بن علي ساسي المعنون “الحراك والأسلحة الصامتة” بعض القواعد النظرية للتحليل السياسي مع شرح بعض الميكانيزمات المستعملة للتلاعب بالرأي العام الشعبي.
وتناول الكاتب في مؤلفه الصادر عن الوكالة الوطنية للنشر والاشهار بطريقة أكاديمية ما أسماه “الأسلحة الصامتة المستعملة لقلب الموازين أو تأجيج الأوضاع في حالات الحرب والسلم” مع التطرق إلى كيفيات استخدام هذه الطرق في الجزائر أو خارجها.
وتعرض الكاتب في 125 صفحة الى استراتيجيات التلاعب بالاستناد على نص للفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي على غرار استراتيجية الإلهاء و “مخاطبة العامة كأنهم أطفال” و “استخدام الجانب العاطفي بدلا من الجانب التأملي”.
كما يتطرق الأستاذ بن علي ساسي الى مختلف أشكال الأخبار المغلوطة والتلاعب بالمعلومة مع استفاضة في شرح هذه المناهج التي استدل فيها بالعديد من الحالات التي سجلت في وسائل الاعلام العالمية.
وسعيا منه لمساعدة القارئ على تحليل الأحداث الراهنة، اعتمد الكاتب في طرحه على بعض القواعد في تشريح حركات المظاهرات الشعبية من الجانب السيميولوجي والمفاهيم النظرية والسياسية الداخلية والدولية.
ومن بين المفاهيم التي أكد الكاتب على التمييز بينها هي “الديمقراطية التمثيلية” و “الديمقراطية التشاركية”، إذ يعتبر الأولى إرثا استعماريا منتشرا بكثرة في القارة الإفريقية، بينما يرى بأن الثانية ترتكز أساسا على المشاركة في ممارسة السلطة وتعزيز مشاركة المواطنين في الحياة السياسية.
كما يرى الأستاذ ساسي أن “مفهوم دمقرطة الديمقراطية هو ما تطلع اليه الحراك”.
أما عن حراك 22 فيفري 2019 فإن الكاتب أشاد بمدى تحضر المتظاهرين ورقيهم معتبرا إياه “نموذجا للدراسة”.
الكاتب بن علي ساسي هو خريج المدرسة الوطنية للإدارة تخصص علوم اقتصادية ومالية ودكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، كما له في رصيده مؤلفين حول الجيوسياسة.
ب/ص