ضاق سكان الرايس حميدو بالعاصمة ذرعا من المعاناة التي يجبرون على مقاساتها يوميا في ظل غياب وسائل النقل عن بلديتهم التي تفتقر إلى كثير من الضروريات، معربين عن شدة استيائهم للظروف التي يعايشونها
وتأزمت أكثر بحلول رمضان، بحيث يمكثون أوقاتا طويلة يترقبون وسيلة نقل تقلهم، وفي النهاية يستسلمون لسيارات “الكلونديستان” لتفرغ جيوبهم.
أولى سكان بلدية الرايس حميدو أهمية كبيرة لمشكل افتقارهم إلى وسائل نقل تسهل عليهم ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها، مطالبين السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذا الخلل الذي يحرم السكان من كثير من الأمور التي تتطلب سيرورة في التنقل نحو وجهاتهم، خاصة وأن الحلول المتوفرة من سيارات الكلونديستان لا يقوى عليها الكثيرون من أصحاب الدخل الضعيف الذين بحّت أصواتهم وهم يطالبون بتلبية هذا المطلب وانتشالهم من المعاناة.
وسرد السكان مجمل المشاكل التي تواجههم في ظل غياب وسائل النقل خاصة مع حلول الشهر الفضيل، أين تحول الأمر إلى هاجس حقيقي يقظ مضجعهم، موضحين أنهم أصبحوا مجبرين على الاستعانة بسيارات “الكلونديستان” ويدفعون مبالغ معتبرة تقدر بـ 40 و50 دج للتنقل من الرايس حميدو إلى سيدي لكبير، وهو ما استغله أصحاب سيارات الأجرة من خلال فرض مبالغ مالية معتبرة على المسافرين الذين لا يجدون بديلا آخرا، ما ضاعف معاناتهم، وأضافوا أن حافلات النقل سواء الخاصة أو العمومية لا تباشر عملها قبل الساعة 8 صباحا، ويجب على كل شخص يريد الالتحاق بمنصب عمله أو أي وجهة أخرى قبل هذا الموعد أن يستقل سيارة أجرة، ونفس الأمر يتكرر في الفترة المسائية، إذ تنتهي الخدمة في أوقات جد مبكرة، في وقت يشتكي فيه أصحاب الحافلات من مشاكل أخرى بهذه البلدية، معربين عن تذمرهم الشديد من أزمة المرور الخانقة التي تشهدها المنطقة خاصة في أوقات الذروة.
في سياق متصل، فإن معاناة سكان الرايس حميدو لا تقتصر على نقص وسائل النقل وغيابها في مناسبات عدة كما هو الشأن في رمضان، وإنما تتعدى إلى أكثر من ذلك باعتبارهم محرومين إلى اليوم من محطة نقل تخفف عنهم الوقوف لساعات تحت أشعة الشمس، إذ ما تزال البلدية تفتقر لمحطة رئيسية رغم تزايد الكثافة السكانية، مشيرين في معرض شكواهم من الوضع إلى أنهم سئموا الانتظار لساعات طويلة أمام المواقف تحت أشعة الشمس الحارقة، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل وإيجاد حلول نهائية للمشكل الذي بات ينغص حياتهم وحولها إلى جحيم.