تعد مظهرا جديدا من مظاهر الترفيه

الجولات البحرية عبر القوارب.. خدمة تلقى رواجا في أوساط المصطافين بعنابة

الجولات البحرية عبر القوارب.. خدمة تلقى رواجا في أوساط المصطافين بعنابة

تشكل الجولات البحرية الصيفية عبر القوارب التقليدية مظهرا جديدا من مظاهر الترفيه والاستجمام الصيفي التي تلقى رواجا واسعا في أوساط المصطافين بشواطئ ولاية عنابة.

فبعد أن كان الشباب لاسيما هواة الصيد البحري أول من بادروا باستخدام القوارب التقليدية لبلوغ المناطق الصخرية المنعشة قصد الاسترخاء، توسعت العملية في السنوات الأخيرة لتتحول إلى مظهر من مظاهر الاصطياف ونشاط صيفي مربح يعود بالدخل “الأكيد” على أصحاب القوارب من جهة وبالمتعة على المصطافين من جهة أخرى.

وبفعل الإقبال الواسع للمصطافين من مختلف الفئات والأعمار على النزهات البحرية، ما فتئ هذا النشاط يتطور حسب عبد الحميد صاحب قارب تقليدي مهيأ للجولات البحرية ومساعده هارون اللذين يمارسان هدا النشاط على مستوى شاطئ الخروبة بمدينة عنابة “لقد فرض هذا النشاط وجوده كمظهر جديد من مظاهر الاستجمام البحري بعنابة”.

ويرى عبد الحميد وهارون بأن “الشباب كما العائلات التي تكون بمعية أطفالها لا يترددون في امتطاء قوارب بسيطة وأحيانا قديمة لاكتشاف البحر وأمواجه المنعشة والاستمتاع بسحر مواقع شاطئية تريح النفوس”.

 

حركية النزهات البحرية انشغال إضافي لأعوان حراسة الشواطئ

لا تتوقف حركية الذهاب والإياب لقوارب النزهات البحرية سواء بشواطئ مدينة عنابة أو سرايدى أو شطايبي، ولا يهدأ الطلب عليها مما يشكل انشغالا إضافيا لأعوان حراسة الشواطئ والحماية المدنية الساهرين على سلامة وأمن المصطافين بالشواطئ.

فإذا كانت المتعة أكيدة بالنسبة للمتنقلين على طول الساحل العنابي عبر القوارب كما عقب على ذلك وليد، وهو أحد الساهرين على أمن المصطافين بشاطئ وادي بقراط ببلدية سرايدي الذي يمتد على طول 1500 متر، فإن اليقظة والحيطة ضروريتان لضمان سلامة المصطافين.

وأضاف بأن كثيرا من القوارب المستعملة لنقل المصطافين والتجوال عبر الشواطئ لا توفر للمتجولين شروط الأمن والسلامة في حال وقوع حوادث، مستشهدا في هذا الصدد بغياب صدريات السباحة بأغلب الزوارق، إضافة إلى جهل غالبية مستعملي الزوارق لشروط السلامة في عرض البحر، وهو الأمر الذي يمثل بالنسبة لحراس الشواطئ انشغالا إضافيا لا يتوقف كلما انطلق قارب حتى يعود بكامل تعداده كما أشار إليه ذات الحارس.

وبدوره عقب أمين وهو حارس آخر بشاطئ وادي بقراط بالقول بأن “تزايد إقبال المصطافين على التجوال البحري عبر القوارب جعل أصحاب هذا النشاط يسعون وراء الربح السريع، متناسين بذلك قواعد السلامة في عرض البحر وشروط الأمن المرتبطة بعدد ركاب القارب”.

 

جمعيات تسعى إلى ترقية النشاط وتنظيمه

وأمام تنامي هذا النشاط الصيفي، أضحى جليا بأنه من الضروري تنظيم هذا النشاط وإخضاعه لشروط الأمن لحفظ سلامة المصطافين، كما أشار إليه شباب مهتمون بترقية النشاطات السياحية بشطايبي.

ويرتقب في هذا الإطار تنظيم جولات بحرية استكشافية مجانية لفائدة مصطافين شباب عبر شواطئ منطقة شطايبي بمعدل رحلتين اثنتين يوميا طيلة موسم الاصطياف، وإلى جانب التعريف بالشريط الساحلي لمنطقة شطايبي ومواقعه البحرية الساحرة، تهدف هذه المبادرة إلى تحسيس المصطافين وأصحاب القوارب على حد سواء بضرورة التقيد بالشروط والقواعد التي تضمن سلامة وأمن المصطافين.

من جهة أخرى، يفسر أصحاب قوارب النزهة فوضى ممارسة هذا النشاط بغياب ميناء نزهة بعنابة وعدم توفر مرافئ مهيأة لرسو قوارب الاستجمام بعنابة “فباستثناء مرفأ عائم تمت تهيئته على مستوى المحطة البحرية الخاصة “بونة بيتش” بعنابة لرسو القوارب السريعة والمطاطية، فإن أغلب القوارب المستعملة للنزهة البحرية ترسو على مستوى الشواطئ”.

وفي انتظار تهيئة مرافئ خاصة بقوارب النزهة، تظل النزهات البحرية عبر القوارب فرصة للتمتع بمناظر ساحرة واستكشاف مواقع بحرية وكهوف بمناطق صخرية مطلة على الساحل العنابي بحسب عدد من أصحاب القوارب الناشطين على مستوى الساحل العنابي.

وبأسعار تتراوح بين 400 و600 دج للمتجول الواحد عبر قارب تقليدي يتسع لأكثر من 10 أشخاص وبأكثر من 1000 دينار للمتجول الواحد على متن زورق مطاطي سريع يتنقل عبر العديد من الشواطئ ويقل هو الآخر حوالي 10 أشخاص، تتاح للمصطافين فرصة الانعزال في أحضان مواقع طبيعية بحرية ساحرة تزخر بها شواطئ سرايدي وشطايبي وعنابة.

ل. ب