لن تستطيع الجهود المبذولة في سبيل ضمان دخول مدرسي آمن للتلاميذ بالعاصمة تغطية كل العجز المسجل الذي تراكم عبر سنوات كثيرة، كانت تفتقر فيها المدارس التي وضعت تحت تصرف المجالس الشعبية البلدية إلى كثير من الضروريات، فقد حرمت الكثير منها من النقل المدرسي، وأبقت أخرى رهينة الاكتظاظ بالأقسام، في حين تجاهلت توفير التدفئة لبعضها ومشاكل كثيرة أخرى أثرت على التحصيل العلمي للتلاميذ وأربكت حياة أوليائهم الذين أضحوا في صراع مع الإدارة أملا في تحسين ظروف تمدرس أولادهم الذين كثيرا ما يعزفون عنها، مفضلين الشارع بدلا من المعاناة اليومية التي لا يقوى عليها حتى الكبار سيما في فصل الشتاء حيث البرودة والأمطار.
رغم الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة التربية ومديرياتها التي تخصص كل سنة ميزانية معتبرة لأجل توفير كل الإمكانيات والخدمات اللائقة للتلاميذ، والنقلة النوعية التي ميزت هذا الموسم بالعاصمة -موازاة مع ظهور وباء عطل جل النشاطات التربوية – بتجنيد الجميع بغية توفير الهياكل التربوية وتجهيزها بكل المستلزمات و محاولة سد الفراغ الذي صنعته السنوات الماضية، غير أن الواقع ما يزال بعيدا عن تطلعات التلاميذ والأولياء الذين يتخوفون من جملة النقائص التي تعكر صفوهم و تحرمهم من التحصيل العلمي الذي يريدونه لأبنائهم، فلطالما فرض مشكل غياب النقل المدرسي الذي عجزت السلطات المحلية عن إيجاد حلول له نفسه لأن بعض المدن استقبلت حصصا سكنية جديدة لم ترافقها الهياكل التربوية، ضف إلى ذلك نقص الإمكانيات وبعد التجمعات السكانية عن بعضها البعض، فتلاميذ حي ساليبة ببلدية وادي السمار يقطعون يوميا أكثر من 3 كيلومترات مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة بمتوسطات دار البيضاء، وهو نفس المشكل الذي يعاني منه أبناء حوش طبيب بالسحاولة، ما جعل الأولياء يطالبون الجهات الوصية بالالتفاتة إلى انشغالهم وأخذه بعين الاعتبار، والكف عن الوعود الواهية التي أرهقتهم أكثر من المشكل نفسه سيما مع المشاكل التي يواجهها أبناؤهم بسبب هذا الوضع، بحيث يكونون عرضة للاعتداءات والسرقات طوال مسافة الـ 2 كلم التي يقطعونها ويعاقبون على التأخير الذي لا ذنب لهم فيه، وهي المعاناة التي يشكو منها كثير من التلاميذ بمختلف بلديات العاصمة .
وتساءل الأولياء عن تحدي إنجاح البروتوكول الصحي بالمدارس بالنظر إلى النقائص التي تكتنف كثير من الابتدائيات، مؤكدين أنهم يترقبون الدخول المدرسي بفارغ الصبر لكنهم لن يستطيعوا إخفاء مخاوفهم التي قالوا إنها منطقية كونها تتعلق بفلذات أكبادهم .
إسراء. أ