قال الله تعالى ” وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ” الإنسان: 19. قال ابن كثير: قوله تعالى ” وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ” الإنسان: 19؛ أي: يطوف على أهل الجنَّة للخِدمةِ ” وِلْدَانٌ ” ، مِن ولدان الجنَّة، ” مُخَلَّدُونَ” ؛ أي: على حالة واحدة مخلَّدون عليها، لا يتغيَّرون عنها، لا تَزيد أعمارُهم عن تلك السن،ومَن فسرَّهم بأنهم مخرصون في آذانهم الأقرطة، فإنما عبَّر عن المعنى بذلك؛ لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير. وقوله ” إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ” الإنسان: 19؛ أي: إذا رأيتَهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة، وكثرتهم، وصباحةِ وجوههم، وحُسن ألوانهم وثيابهم وحليِّهم، ” حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا “، ولا يكون في التشبيه أحسنُ مِن هذا، ولا في المنظر أحسنُ مِن اللؤلؤ المنثور على المكان الحسَن. قال قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: ما مِن أهل الجنَّة مِن أحد إلا يسعى عليه ألفُ خادم، كلُّ خادمٍ على عمَلٍ ما عليه صاحبُه؛ “تفسير ابن كثير”.