نحو عصر جديد من الرقابة والتحديث

الجمارك الجزائرية.. استراتيجية جديدة لمواكبة التحديات وتحديث الأداء

الجمارك الجزائرية.. استراتيجية جديدة لمواكبة التحديات وتحديث الأداء

تعد الجمارك الجزائرية أحد الأعمدة الأساسية في الاقتصاد الوطني، حيث تسهم بشكل كبير في حماية الاقتصاد المحلي وتنظيم التجارة الدولية. وفي ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والتقدم التكنولوجي السريع، وضعت الجمارك الجزائرية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين الأداء وتعزيز فعالية الرقابة الجمركية، بما يتناسب مع التحديات الجديدة التي تواجهها.

 

استراتيجية الجمارك الجزائرية: محاور رئيسية للفعالية والتطور

وتركز الاستراتيجية الحالية للجمارك الجزائرية على محاور رئيسية تتماشى مع احتياجات العصر. أول هذه المحاور هو تحسين الرقابة الجمركية، حيث تسعى الجمارك إلى تعزيز دورها في مكافحة التهريب والتهرب الجمركي من خلال تطوير آليات التفتيش وتقوية التعاون مع المؤسسات الأمنية والقضائية. استخدام التقنيات المتقدمة مثل الأجهزة المتطورة للكشف عن المواد المهربة، وتطبيق أنظمة مراقبة إلكترونية حديثة، يأتي في صلب هذه الجهود.

 

التحول الرقمي: نافذة واحدة لتسريع الإجراءات

ومن أبرز محاور الاستراتيجية هو التحول الرقمي، حيث قامت الجمارك الجزائرية بتطوير نظام “النافذة الواحدة” الذي يهدف إلى تسريع الإجراءات الجمركية وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمستوردين والمصدرين. هذا النظام يسهل الإجراءات المتعلقة بالمستندات الجمركية ويُسرع عملية الموافقة على البضائع، مما يعزز من حركة التجارة ويسهل الأعمال التجارية.

 

مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية

ضمن جهودها لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، تركز الجمارك الجزائرية على تحسين مهارات موظفيها عبر برامج تدريبية متخصصة، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات الرقابة الإلكترونية لضمان الشفافية في التعاملات الجمركية.

 

التعاون الدولي: شراكات استراتيجية لمكافحة الأنشطة غير القانونية

تسعى الجمارك الجزائرية لتعزيز التعاون الدولي مع نظيراتها في الدول الأخرى، لا سيما في تبادل المعلومات ومكافحة الأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات والسلع المقلدة. الجزائر تتعاون أيضًا مع المنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للجمارك لتعزيز ممارسات الجمارك المحدثة.

 

التحديات التي تواجه الجمارك الجزائرية

رغم الاستراتيجيات المتطورة، لا تزال الجمارك الجزائرية تواجه تحديات كبيرة تؤثر على فعالية عملها، مثل مشكلة التهريب عبر الحدود البرية الممتدة مع عدة دول، والبُيروقراطية التي تعرقل بعض الإجراءات الجمركية، مما يسبب تأخيرات في عمليات الاستيراد والتصدير. كما أن نقص التدريب المتخصص لبعض الموظفين يظل أحد العوامل التي تؤثر على الأداء الجمركي.

 

رؤية الجمارك الجزائرية المستقبلية

على الرغم من التحديات، تسعى الجمارك الجزائرية لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، من خلال تبني استراتيجيات جديدة لتعزيز الأمن وتنظيم التجارة الدولية. المستقبل سيشهد توسعًا في الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين فعالية المراقبة وتقليل الزمن المستغرق في الإجراءات. كما سيتم تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التهريب وتحقيق مزيد من الشفافية. وتعد الجهود المبذولة من قبل الجمارك الجزائرية لتحديث استراتيجياتها وتبني التقنيات المتقدمة خطوة هامة نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وضمان استقرار السوق، في وقت يعاني فيه العالم من تحديات اقتصادية وبيئية معقدة. وبفضل هذه الجهود، تواصل الجزائر تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية في المنطقة.

إيمان عبروس